خبير نفطي: النفط الأمريكي أداة للضغط على الصين

خبير نفطي: النفط الأمريكي أداة للضغط على الصين
قلل تدهور أسعار النفط بسبب جائحة الفيروس التاجي من الطلب على النفط الخام ولكنه ملأ المخازن البرية والبحرية. ويوم أمس وصل سعر خام غرب تكساس الوسيط عند 16.94 دولار، وقد عادت الأسعار من رحلة العودة من تحت الصفر إلى رقم واحد، وهو الرقم الحالي.

قلل تدهور أسعار النفط بسبب جائحة الفيروس التاجي من الطلب على النفط الخام ولكنه ملأ المخازن البرية والبحرية. ويوم أمس وصل سعر خام غرب تكساس الوسيط عند 16.94 دولار، وقد عادت الأسعار من رحلة العودة من تحت الصفر إلى رقم واحد، وهو الرقم الحالي.

ولمعرفة المزيد حول هذه القضية، تواصلت وكالة مهر الإخبارية مع باحث أول في معهد اقتصاديات الطاقة في اليابان، دايسوك هاين. إليكم النص الكامل للمقابلة:

• ما هي أسباب الانخفاض الحاد في أسعار النفط؟

إن الإجابة بكل بساطة هي زيادة نسبة العرض. فقد قررت مجموعة أوبك + تخفيض إنتاجها من مايو فصاعداً، ومع ذلك، كان النفط الخام متوفراً بشكل كبير في السوق بالفعل، بالإضافة إلى محاولة جميع البلاد المنتجة للنفط زيادة إنتاجها قد المستطاع خلال شهر أبريل الجاري.

ولكن من ناحية أخرى، انخفض الطلب على النفط بشكل حاد على خلفية توقف الأنشطة الاجتماعية التي يقودها التوسع العالمي لجائحة فيروس كورونا التاجي المستجد.

فالآن مستوى المخزون مرتفع للغاية ولا يمكن للمشترين ولا للمنتجين الاحتفاظ بالنفط بعد الآن ، لذلك انخفض السعر إلى المستوى السلبي، ولكن مستوى السعر يشمل تكلفة التخزين أيضاً، حيث يدفع البائعين رسوم التخزين للمشترين لمواصلة الإنتاج.

والجدير بالذكر أن انخفاض أسعار النفط سيترك آثاراً سلبية للغاية على صناعة النفط الصخري والغاز الأمريكي، لأن الاستمرار في استخراج هذا النوع من النفط بالذات يعتمد على سعر النفط، فتكلفة استخراج برميل واحد منه يصل إلى 60 دولار تقريباً. ولكن من ناحية أخرى، قد تستفيد بضع الصناعات الأمريكية الأخرى من انخفاض أسعار النفط.

• كيف ستؤثر هذه الحقيقة على نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة؟

إن انخفاض تكلفة النفط ضروري للمجتمع الأمريكي، فقد تمتع المجتمع الأمريكي بالفائدة التي جاءت من الفرق بين سعر النفط الخام المستورد والذي كان أرخص سعر للنفط الصخري المحلي. كما وتمتع منتجو الصخر الزيتي بمبيعات جيدة للغاية.

ومع ذلك، إذا انهارت صناعة الصخر الزيتي بسبب انخفاض الأرباح، فسيتوجب على الولايات المتحدة العودة إلى العصر الذي لم يكن لديها فيه الكثير من الإنتاج، وستضطر إلى استيراد النفط الخام الذي كان سعره متقلبا وقد أضر بالاقتصاد الأمريكي في العديد من الأحيان في الماضي.

لذلك، أصبحت صناعة النفط الآن واحدة من المفاتيح الرئيسية لترامب لإظهار إنجازاته، وعليه تحقيق الاستقرار الآن للفوز في الانتخابات المقبلة. وقد خلق قرار المملكة العربية السعودية بعدم خفض إنتاجها النفطي شرخاً بين الدولة وحليفتها القديمة الولايات المتحدة.

• لماذا تعارض الرياض الطلب الأمريكي؟

تعتبر المملكة العربية السعودية نفسها بأنها المسؤولة المباشرة عن صناعة النفط، وأن الولايات المتحدة تتمتع بالربح من مناطق مخصصة دون تحمل أي مسؤولية. فالنفط هو أحد الأدوات الإستراتيجية للمنتجين، لذلك لا تريد السعودية الاستماع إلى الولايات المتحدة من وجهة النظر هذه أيضاً.

• كيف سيؤثر ذلك على السياسات الاجتماعية والحياة في دول الخليج ؟

على المدى الطويل، ستعاني دول الخليج العربي التي تعتمد اقتصاداتها على عائدات النفط من انخفاض أسعار النفط بشكل كبير. كما نرى، فإن التعادل في التوازن المالي بعيد عن السعر الحالي، حيث تعاني جميع الدول من انخفاض أسعار النفط ، ولكن نحن الآن بحاجة إلى التركيز على الوقاية من فيروس كورونا قبل كل شيء.

• لطالما كانت الطاقة أداة في أيدي الولايات المتحدة للضغط على الصين، من وجهة نظرك، هل سنرى تغييراً في سياسة الولايات المتحدة تجاه الصين في المستقبل؟

بالنسبة للولايات المتحدة، تعد الصين واحدة من المشترين المحتملين للنفط والغاز الأمريكي، فمن وجهة نظر الاقتصاد، تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية إلى رعاية الصين في هذا الصدد. ولكن ما نراه الآن هو محاولة الإدارة الأمريكية اتهام الصين بالمسؤولية عن تفشي جائحة فيروس كورونا، وقد تكون قضية الطاقة أداة للضغط على الصين من أجل إبراز هيمنة و قوة الولايات المتحدة.

النهضة نيوز