الصحف الأمريكية تعاود معزوفتها الأولى: انشقاق داخل عائلة الأسد

الرئيس الأسد الرئيس الأسد
  عاودت الصحف الأمريكية العزف على الوتر المتقادم، الذي استمرت بترديده في السنوات الأولى من عمر الأزمة السورية، والذي يزعم وجود تصدع وانشقاقات في بنية النظام السوري، ورغم أن سنوات الأزمة أثبتت تماسك

 

عاودت الصحف الأمريكية العزف على الوتر المتقادم، الذي استمرت بترديده في السنوات الأولى من عمر الأزمة السورية، والذي يزعم وجود تصدع وانشقاقات في بنية النظام السوري، ورغم أن سنوات الأزمة أثبتت تماسك الجسم السياسي والأمني والمدني في "دمشق" إلا أن صحيفة واشنطن بوست، زعمت بأن التهديد الذي يعيشه الرئيس السوري بشار الأسد في هذه الفترة، يتثمل في عائلته.

وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن الأسد يعيش عدة ازمات على الصعيد الداخلي، يتمثل أولها في الاقتصاد المنهار، والذي تجلى في تدهور سعر صرف الليرة السورية في مقابل الدولار، فضلاً عن توتر العلاقة مع الحليف الروسي، وهو الأمر الذي نفته كل من دمشق وموسكو بشكل متزامن، إضافة إلى زيادة حدة الانشقاقات داخل العائلة الحاكمة، وفق ما زعمه تقرير الصحيفة.

وترى "واشنطن بوست" أن هناك بوادر "تمرد" داخل المناطق التي استعادت الحكومة السورية السيطرة عليها، ولاسيما في درعا.

وتعزّي الدول المعادية لسوريا نفسها من وقت لآخر في الحديث عن امكانية تصدع النظام السوري في ظل الواقع الاقتصادي الصعب، ومن ذلك ما قالته لينا الخطيب، التي تعمل في مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن، التي قالت في تقرير نشرته قناة الحرة الأمريكية: "لقد أصبح الأسد يعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني والروسي. ليس لديه الموارد المحلية، وليس لديه شرعية دولية، وليس لديه القوة العسكرية التي كان يملكها قبل النزاع".

وسلطت كل من "واشنطن بوست" و "قناة الحرة" الضوء أيضاً، على قضية رجل الأعمال رامي مخلوف، وقالت أن الصراع الذي يعيشه مخلوف هو واحد من أعراض المشكلة العميقة التي يعيشها الأسد.

ونقلت عن مخلوف قوله في آخر مقطع فيديو نشره الأسبوع الماضي: "لم أستسلم أثناء الحرب، هل تعتقد أنني سأستسلم في ظل هذه الظروف؟ يبدو أنك لا تعرفني".

واستغلت القناة الأمريكية قضية رامي مخلوف للتصويب على اقتصاد البلاد، وزعمت أن الحكومة السورية تعمل على اجبار أصحاب رؤوس الأموال على الدفع لإنقاذ اقتصاد البلاد الذي يمر بأزمة قاتلة.

وزعم لينا الخطيب أيضاً أن الرئيس الأسد يحاول تقويض سلطة ونفوذ عدد من رجال الأعمال الذين لعبوا دور "أمراء الحرب" خلال الأزمة، وقد كانوا يديرون مجموعات مسلحة إلى جانب مؤسساتهم التجارية.

 

وقال أيمن عبد النور، الذي وصفته "واشنطن بوست" بأنه الصديق السابق والمقرب من الرئيس الأسد، والذي كان قد انشق عام 2008، أن  "الأمر مختلف عن الضغط على رجال الأعمال الآخرين، هذا داخل الدائرة الداخلية".

 

وأضاف عبد النور: "لقد أصبح مخلوف كبيرًا، وهذا غير مسموح به في سوريا، ممنوع أن يكبر ويصبح مهما".

فيما رأى داني مكي وهو صحفي سوري معارض، أن مخلوف تحدى الرئيس الأسد بشكل علني وهو أمر غير مقبول في نظام الحكم في دمشق، ويبالغ مكي في وصف أزمة مخلوف بأنها مؤشر لا يهدد الأسد فحسب، بل يهدد مستقبل البلاد.

تدهور الاقتصاد

 ولفتت صحيفة "واشنطن بوست" في تقريرها المطول، أن الأزمة التي تعيشها سوريا، سببها الاقتصاد الذي دمرته الحرب والعقوبات الأمريكية والأوروبية التي تحرم البلاد من الاستثمار وترفض تمويل إعادة الإعمار.

علماً بأن العملة السورية فقدت أكثر من نصف قيمتها في الشهر الماضي، ووصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية إلى مستويات متدنية جداً.

 

غير أنه واعتبارًا من شهر يونيو القادم ستدخل العقوبات الأميركية الجديدة الصارمة حيز التنفيذ بموجب قانون يُعرف باسم قانون قيصر يستهدف أي فرد أو كيان في العالم يقدم الدعم للنظام السوري.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

النهضة نيوز - بيروت