علماء يدعون أن هناك حضارات مشابهة لحضارتنا في الفضاء.. تعرف عليها

منذ أول مرة نظرنا فيها إلى سماء الليل المظلمة ورأينا النجوم والأجرام السماوية البعيدة التي يحويها كوننا الهائل، فدائما ما أربكنا السؤال الذي يمكن اعتباره سؤالا وجوديا "هل نحن وحيدون؟".

الآن، ربما ألقت جهود البحث الحديثة الضوء في نهاية الأمر على هذه القضية، حيث يدعي العلماء أن هناك ما لا يقل عن 36 حضارة فضائية ذكية مماثلة لحضارتنا الموجودة على كوكب الأرض.

وقال باحثون من جامعة نوتنغهام أن متوسط المسافة بيننا وبين هذه الحضارات لا يقل عن 17000 سنة ضوئية، والتي من خلال تقنيتنا، ستجعل فرص ملاقاة هذه الحضارات ضئيلة للغاية. حيث توصلوا إلى أن البشرية ستضطر على الأرجح إلى البقاء على قيد الحياة لمدة 6120 عاماً أخرى لكي تطور تقنياتها لتستطيع الوصول إلى تلك الحضارات الفضائية.

وهذه الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة الفيزياء الفلكية، تقوم على افتراض أن الحياة الذكية ستتطور على كواكب أخرى بنفس الطريقة التي تطورت بها على الأرض، حيث اتبع الباحثين نظرية تسمى "حدود كوبرنيكان" الفلكية، وهي تعني أن يقوم العلماء بتطبيق التطور على نطاق كوني واسع النطاق.

والجدير بالذكر أن دراسة الباحثون هذه تعتبر تطوراً لنظرية تم التفكير فيها لأول مرة عام 1961 من قبل عالم الفلك فرانسيس دريك، الذي وضع سبعة معايير للحياة الفضائية، والذي استدل في نظريته على حسابات تتراوح ما بين عدد النجوم في المجرة إلى وجود إشارات إلكترونية قابلة للكشف.

ومع ذلك، فإن تقديرات نجاح استخدام مثل هذه المعادلة بعيدة المدى، فهي تمتد من صفر إلى مليارات الاحتمالات.

كما أن هناك نوعان من حدود كوبرنيكان الفلكية، التي تملي أن أشكال الحياة الذكية تتشكل في أقل من خمسة مليارات سنة، أو بعد حوالي خمسة مليارات سنة، بناء على حقيقة أن الحضارة البشرية تشكلت على الأرض بعد 4.5 مليار سنة من نشأة الكوكب.

ولن تتشكل الحياة الذكية على تلك الكواكب إلا بعد أن تدخل في منطقة نجمية صالحة للسكن ولها التوزيع الصحيح للعناصر البيئية، تماماً كما حصل في كوكب الأرض قبل 4.5 مليار عام.

وقال المؤلف الأول للدراسة، توم وستبي: "بناءا على المعايير القوية، فهناك حاجة إلى محتوى معدني مساوٍ لمحتوى الشمس، حيث أن الشمس غنية إلى حد ما بالمعادن المختلفة، وهو ما يجعلنا نعتقد أنه يجب أن يكون هناك حوالي 36 حضارة ذكية مشابهة لحضارتنا البشرة في المجرة".

كما وقال البروفيسور كريستوفر كونسيليس أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة نوتنغهام، والذي قاد هذه الدراسة: "يجب أن يكون هناك على الأقل بضع عشرات من الحضارات النشطة في مجرتنا على افتراض أن الأمر يستغرق خمسة مليارات سنة لتكوين حياة ذكية على الكواكب الأخرى، تماما كما حدث على كوكب الأرض. بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك عامل آخر في المعادلة، ألا وهو طول المدة التي تقوم فيها التقنية التي تستخدمها الحضارات الذكية، مثل التلفزيونات والأقمار الصناعية، ببث الإشارات إلى الفضاء، والتي إن وصلت إلينا سنستطيع تحليلها ومعرفة عددها. فحضارتنا التكنولوجية عمرها 100 سنة، وإذا كانت باقي الحضارات بنفس العمر تقريبا، فسيكون هناك حوالي 36 حضارة ذكية نشطة في الوقت الحالي في جميع أنحاء مجرة درب التبانة".

بالإضافة إلى ذلك، أشار العلماء أنه إذا تم العثور على جميع الحضارات، فسيمكنهم ذلك من معرفة المدة التي من المحتمل أن تستمر فيها الحضارة البشرية قبل اندثارها.