اعتقال ضابط سابق في الـCIA بتهمة التجسس لصالح الصين

أخبار

اعتقال ضابط سابق في الـCIA بتهمة التجسس لصالح الصين

18 آب 2020 12:16

أعلنت وزارة العدل الأمريكية أنه قد تم القبض على ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، وذلك بعد اتهامه ببيع معلومات سرية للغاية إلى الصين على مدى عقد من الزمن.

أعلنت وزارة العدل الأمريكية أنه قد تم القبض على ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، وذلك بعد اتهامه ببيع معلومات سرية للغاية إلى الصين على مدى عقد من الزمن.

وتم القبض على الضابط السابق "ألكسندر يوك تشونغ ما"، البالغ من العمر 67 عاما من هاواي، وذلك ليلة 14 أغسطس و تم اتهامه بالتآمر لنقل معلومات سرية، بما في ذلك معلومات تعتبر على مستوى "سري للغاية"، إلى الصين، وهي جريمة قد تؤدي إلى السجن مدى الحياة بحسب ما قاله المدعون.

بدأ ألكسندر يوك تشونغ ما بالعمل في وكالة المخابرات المركزية عام 1982، وأصبح لاحقاً ضابطاً في قسم الترجمة واللغويات في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI وقال ممثلو الادعاء أن ألكسندر يوك تشونغ ما قد عمل مع قريب كان يعمل ضابطا سابقاً في وكالة المخابرات المركزية أيضاً، وهو رجل من لوس أنجلوس يبلغ من العمر 85 عاماً، لكن لم توجه إليه تهمة لأنه يعاني من "مرض إدراكي منهك" .

والجدير بالذكر أن هذه الاتهامات هي الأحدث في سلسلة محاكمات تستهدف أنشطة التجسس الصينية في الولايات المتحدة التي شملت العديد من العلماء والطلبة والصحفيين. كما وقال المدعون أن ألكسندر يوك تشونغ ما، هو مواطن أمريكي متجنس ولد في هونغ كونغ، وكان يعمل في الخارج طوال حياته، وحصل على تصريح للوصول إلى البيانات والملفات المصنفة تحت بند "سري للغاية"، ثم ترك الـ CIA في عام 1989، وعاش وعمل في شنغهاي قبل أن ينتقل إلى هاواي في عام 2000.

بحسب ممثلو الادعاء، فإن ألكسندر يوك تشونغ ما قد تحول ولاءه للحكومة الصينية بحلول عام 2001، عندما التقى عدة مرات مع خمسة ضباط على الأقل من وزارة أمن الدولة الصينية (MSS)، التي تعتبر أعلى وكالة استخبارات في البلاد، في غرفة فندق بهونج كونج. وخلال هذه الاجتماعات ، كشف ألكسندر يوك تشونغ ما عن قدر كبير من معلومات الدفاع الوطني عالية السرية، بما في ذلك هويات ضباط وأصول وكالة المخابرات المركزية وطرق الاتصال السري ومعلومات حول الهيكل الداخلي لوكالة المخابرات المركزية، وتفاصيل حول التركيبة التجسسية للوكالة.

بالإضافة إلى ذلك، قالت وثيقة المحكمة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي حصل على لقطات فيديو لأحد تلك الاجتماعات في مارس 2001، والتي أظهرت أن عملاء وزارة أمن الدولة الصينية (MSS) وهم يقدمون ألكسندر يوك تشونغ ما مبلغا بقيمة 50 ألف دولار، وهو ما تلقاه أثناء نقل المعلومات السرية، ومن غير الواضح كيف حصل مكتب التحقيقات الفيدرالي على تلك اللقطات.

و قد قال ممثلو الادعاء أن ألكسندر يوك تشونغ ما تقدم في وقت لاحق بطلب للانضمام إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي في محاولة لمواصلة تقديم معلومات سرية إلى المسؤولين الصينيين.

وفي عام 2004، حصل ألكسندر يوك تشونغ ما على وظيفة مترجم لغوي صيني متعاقد في مكتب هونولولو الميداني التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي ، و قد كان مكلفا بمراجعة و ترجمة المستندات الصينية الهامة. وقبل يوم واحد من بدء الدور، اتصل ألكسندر يوك تشونغ ما بشريك مشتبه به وقال أنه سيعمل من أجل الجانب الآخر، وذلك وفقاً لشهادة خطية من مكتب التحقيقات الفيدرالي.

على مدار السنوات الست التالية لعمل ألكسندر يوك تشونغ ما في مكتب التحقيقات الفيدرالي زعم ممثلو الادعاء أنه قام بنسخ وثائق أمريكية سرية وتصويرها وسرقتها بانتظام، بما في ذلك الأبحاث حول الصواريخ الموجهة وأنظمة الأسلحة، وأخذ هذه الوثائق والصور المسروقة معه في رحلات متكررة إلى الصين لتسليمها إلى معالجي المخطوطات الصينيين وضباط المخابرات. وغالبا ما عاد من هذه الرحلات بآلاف الدولارات نقدا وهدايا باهظة الثمن.

و في يناير من عام 2019، اقترب عميل سري من مكتب التحقيقات الفيدرالي، والذي تظاهر بأنه ضابط مخابرات أمن الدولة، من ممثلو الادعاء مستخدما لقطات من اجتماع عام 2001 في غرفة فندق هونغ كونغ لإقناع ممثلو الادعاء بأن الضابط كان بالفعل من المخابرات الصينية، وخلال أحد الاجتماعات اعترف ممثلو الادعاء بالعمل لدى وزارة أمن الدولة الصينية (MSS)، وأنه قد قبل 2000 دولار نقدا من ضابط مكتب التحقيقات الفيدرالي السري.

و في اجتماع آخر مع الضابط السري في 12 أغسطس، قابل ألكسندر يوك تشونغ ما مرة أخرى المال لجهود التجسس السابقة، وقال أنه يريد أن يخدم "الوطن الأم"، مضيفاً أنه يمكن أن يعمل لدى وزارة الأمن الداخلي ربما كمستشار أو كمسمى آخر.

الجدير بالذكر أن وزارة العدل الأمريكية رفعت في السنوات الأخيرة دعاوى ضد العديد من المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين المتهمين بتزويد النظام الصيني بأسرار حساسة.

وفي العام الماضي، حكم على الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية، جيري تشون شينغ لي، بالسجن 19 عاما بعد إدانته بالتآمر لتسليم معلومات سرية إلى المخابرات الصينية بعد مغادرته الوكالة في عام 2010.

وقال مساعد المدعي العام للأمن القومي الأمريكي جون سي ديمرز: " إن أثر التجسس الصيني طويل، وللأسف، مليء بضباط المخابرات الأمريكية السابقين الذين خانوا زملائهم وبلدهم وقيمهم الديمقراطية الليبرالية لدعم النظام الشيوعي الصيني".

النهضة نيوز