أخبار

كيف تتجنب أضرار تلوث الهواء عندما تكون عالقاً في زحام مروري؟!

25 آب 2019 17:59

تنبعث الملوثات الهوائية المتعددة من معظم المركبات ذات المحركات غير الكهربائية، بما في ذلك ثاني أكسيد النيتروجين والهيدروكربونات والجزيئات الكيميائية متناهية الصغر، والتي يمكن أن يتسبب استنشاقها في مجم

تنبعث الملوثات الهوائية المتعددة من معظم المركبات ذات المحركات غير الكهربائية، بما في ذلك ثاني أكسيد النيتروجين والهيدروكربونات والجزيئات الكيميائية متناهية الصغر، والتي يمكن أن يتسبب استنشاقها في مجموعة واسعة من المشكلات الصحية، بدءاً من أمراض القلب والرئة وصولاً إلى مشاكل وخلل في الجهاز العصبي والتناسلي والمناعي.

ولقد وجدت الدراسات المتجددة والدائمة أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الطرق المزدحمة يتعرضون لمخاطر عالية للإصابة بهذه المشكلات الصحية، فالأطفال وكبار السن والمصابون بأمراض الرئة معرضون بشكل خاص لتلوث الهواء الناتج عن المركبات.

لكن بالنسبة لأي شخص يقضي الكثير من الوقت في التنقل ويعلق في ازدحام مروري خانق، وخاصة في الأيام الحارة المشمسة، عندما تسرع الحرارة وأشعة الشمس التفاعلات الكيميائية في الأوزون وغيرها من الملوثات المحمولة هوائياً، ويواجه خطراً شديداً واحتمالاً كبيراً للإصابة بالأمراض المرتبطة بتلوث الهواء.

ويمكن أن يساعد إغلاق النوافذ في الحد من تدفق بعض الهواء الضار للسيارة، كما يمكن أن يقلل مرشح الهواء والتكييف من كمية الملوثات التي تدخل إلى السيارة، فمعظم السائقين يعرفون بوجود مرشح الهواء في السيارة، والذي تتمثل وظيفته في تنقية الهواء الذي يتم سحبه في محرك السيارة، ويعلمون بوجود مرشح هواء خاص بمقصورة السيارة، والذي عادةً ما يكون موجوداً خلف صندوق القفازات (في الدرج الذي يقع يمين السائق)، وهو الذي تتمثل وظيفته في تنقية الهواء الذي يتنفسه ركاب السيارة.

وفي عام 2014م ، نشرت مجلة "Environmental Health" دراسةً توصلت إلى أن مرشحات هواء المقصورة المثبتة في السيارة تزيل 46٪ من الملوثات الهوائية فقط، ولا تنظف جزيئات ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) أو ملوثات الهيدروكربون الخطيرة. وللقيام بذلك يحتاج مرشح المقصورة إلى عنصر ترشيح خاص مثل الكربون المنشط "الفحم"، والذي يمكنه خفض مستويات ثاني أكسيد النيتروجين و الهيدروكربونات بنسبة تتراوح ما بين 50% إلى 75% على التوالي.

وتتوفر هذه المرشحات عبر الإنترنت (المتاجر الالكترونية) وفي متاجر بيع قطع غيار السيارات، وعادةً ما يكون تثبيتها في السيارة أمراً سهلاً.

يشار إلى أنه يجب أن يحمل مرشح كابينة السيارة الذي يتم شرائه علامة "عالي الكفاءة"، والذي يشتمل على عنصر كربون نشط ضمن تركيبه الداخلي، حيث سيكون إضافة مفيدة لمرشح الهواء المثبت في السيارة من قبل الشركة المصنعة، ولكن لا توجد ضمانات كذلك على ملصق "الكفاءة العالية" فهو مجرد وسيلة تسويقية.

كما، ويجب تغيير مرشح هواء المقصورة كل ستة أشهر إلى عام حسب حجم محرك السيارة، ليتم تجديد وتحسين مستوى نقاء وصحة الهواء داخل السيارة بشكل دائم.

ويمكن أيضاً تشغيل وظيفة "إعادة تدوير الهواء"، والمدرجة في أغلب أنظمة التكييف في السيارات، مما يوقف تدفق الهواء وتبادله ما بين داخل السيارة وخارجها، وبدلاً من ذلك يستخدم الهواء المعاد تدويره في التكييف، حيث تظهر بعض الأبحاث التي أجراها الباحثون أن هذا يمكن أن يقلل مستويات تواجد الجسيمات الملوثة في السيارة بنسبة تصل إلى 90 ٪ .

لكن من المهم عدم استخدام نظام إعادة تدوير الهواء طوال الوقت، فقد وجدت دراسات أنه خلال 15 دقيقة من تشغيل هذه الوظيفة، يمكن لثاني أكسيد الكربون المستنشق والناتج من قبل شخص واحد أو شخصين خلال عملية التنفس الطبيعي أن يتراكم بتركيزات تتراوح بين 2500 و 4000 جزء في المليون، وفي هذا المستوى يمكن أن يتسبب تركيز ثاني أكسيد الكربون في التسبب بضعف عملية صنع القرار، و كذلك النعاس والصداع والغثيان الخفيف.

 فإذا كنت عالقاً في الزحام المروري لمدة تزيد عن 15 دقيقة، يوصي الباحثون بإيقاف تشغيل وظيفة إعادة تدوير الهواء لمدة دقيقة أو دقيقتين حتى يتبدد ثاني أكسيد الكربون، ثم إعادة تشغيله من جديد.

وتشير الدراسات إلى أن اتخاذ هذه التدابير لن يقضي على تعرضك لتلوث المركبات بشكل كامل، ولكنها يمكن أن تحدث فرقا كبيراً ويخفف من أضرار تلوث الهواء على صحتك بشكل عام.