في الآونة الأخيرة ، لوحظ ارتفاع مبيعات الزيت المستخرج من القنب " الماريجوانا "، بفعل زيادة اقتناع الناس بفوائده العلاجية و الصحية . و ما يجعله قانونياً هو كونه لا يجعلك تنتشي و يغيب عقلك .
فالمنتجات التي تحتوي على مستخلص "CBD - cannabidiol " الذي يتم استخراجه من زيت القنب ، تبرز بشكل سريع في سوق الأدوية و المجلات الطبية التجارية أكثر من أي وقت مضى . و التي تتنوع من الكريمات الموضعية و حتى النقاط التي يمكن إضافتها كجرعة منعشة مع قهوة الصباح ، لذلك من الصعب عدم ملاحظة الاتجاه السائد من مستخدمي زيت القنب .
وفقاً لبيانات من مجلة Wowcher"" المختصة بالتحليلات الاقتصادية ، تضاعفت مبيعات منتجات زيت القنب خلال عام بشكل مذهل و صادم للجميع .
حيث يتم تخزين كميات كبيرة منه في الصيدليات و المتاجر كذلك مثل سلسلة متاجر "هولندا و باريت " . و قد أصبحت جيرزي تحتل المركز الأول في المملكة المتحدة من حيث إمكانية زراعة القنب لاستخراج زيوته بشكل قانوني .
لكن ما هو الفرق بين زيت القنب و القنب بشكله الطبيعي ؟ و هل الفوائد الصحية المرجوة من استخدامه حقيقية حقاً ؟
الفرق بين زيت القنب و القنب " حشيش الماريجوانا " ..
الحشيش هو مخدر غير قانوني من الفئة "ب" ، في حين يتم استخراج زيت القنب من أوراق و ساق نبات القنب " من الحشيشة نفسها " . حيث لا يحتوي على المادة الكيميائية التي تجعل المستخدمين منتشين .
قال الخبير هاري سومينال ، أستاذ تعاطي المواد المخدرة في معهد الصحة العامة بجامعة ليفربول جون موريس : " يحتوي نبات القنب على العديد من المواد الكيميائية المختلفة ، بما في ذلك زيت القنّب . و يشمل أيضاً مادةً تسمى "THC" لفترة قصيرة . فعندما يستهلك شخص ما الحشيش ، تتفاعل مادة ال "THC" مع مستقبلات الدماغ لإنتاج تأثيرات مألوفة للشعور بالارتياح و الانتشاء . حالياً نحن نتعلم المزيد عن زيت القنب لكننا نعرف أنه يتفاعل مع أجزاء مختلفة من الجسم ، و التي تختلف عن تلك التي تتفاعل معها مادة ال""THC، و ربما لا يعمل بشكل مباشر في المخ ، لذلك لا ينتج نفس التأثيرات التي يصدرها تفاعل ال" THC " مع الدماغ .
و لا يزال من الممكن أن يؤثر زيت القنب بشكل غير مباشر على كيفية عمل الجسم و الدماغ ، و هذا يكمن وراء بعض خصائصه الطبية المذهلة ".
زيت القنب تحت الاختبار
تم استخدام مستخلصات زيت القنب لعلاج بعض الحالات المرضية مثل مصابي الصرع ، حيث تم مراقبتهم و متابعة التأثير الذي ينتجه زيت القنب عليهم و ماهية القدرات العلاجية التي قد يقدمها لهم .
و قال البروفيسور سومينال : " هناك قدر متزايد من الأبحاث المقامة على زيت القنب كعلاج لمجموعة متنوعة من الحالات الطبية ".
و أضاف : " و لكن من المهم الإشارة إلى أن الأدلة لا تزال محدودة للغاية ، و هناك فرق كبير بين ما قد يكون فعالاً على حيوانات المختبر و ما قد يكون فعالاً و مفيداً عند البشر . حتى الآن ، تشير أفضل الأدلة إلى أنه قد يكون مفيداً لعلاج الصرع ، خاصةً عند استخدامه مع الأدوية المضادة للصرع أو حين لا تنجح العلاجات الأخرى " .
هناك أيضاً نتائج مشجعة فيما يتعلق باستخدام زيت القنب كعلاج للالتهابات والقلق و التصلب المتعدد و حتى الأعراض الذهانية مثل تلك التي يعاني منها مرضى الفصام و الشيزوفرانيا .
و يقول : " التجارب السريرية على المرضى لاستخدام زيت القنب كعلاج لأشكال نادرة من سرطان الدماغ ما زالت جارية حتى الآن ".
هل يجب عليك شراؤه ؟
ما زال من غير المعروف مدى فعالية منتجات زيت القنب . فالأبحاث التي تقام الآن تستخدم فعلياً كمياتٍ أكبر بكثير من تلك الموجودة على رفوف المتاجر و الصيدليات لإيجاد و إثبات الفوائد الحقيقية من استخدام زيت القنب .
حيث قال البروفيسور سومينال : " الأساس العلمي لمعظم الادعاءات ضعيف للغاية ، و هناك أيضاً فرقٌ كبير بين مستخلصات زيت القنب من حيث النوع و الكمية التي تم اختبارها في المختبرات و منتجات زيت القنب التجارية الموجودة في المتاجر و الصيدليات " .
ونظراً لأن سوق منتجات زيت القنب في المملكة المتحدة غير منظم ، فلا يمكن للمستهلكين دائماً التأكد من صحة و سلامة المنتج الذي يشترونه .
و يضيف : " من المعقول أن بعض المنتجات يمكن أن تكون فعالة ، في حين أن الأبحاث لم تثبت حقاً نجاعة أو فائدة استخدامها . لذلك يُنصح المستهلكون بالتعامل مع منتجات زيت القنب بنفس الدرجة من الشك التي قد يفعلونها تجاه كريم" المعجزة " التجاري لمكافحة الشيخوخة ، و الذي يرونه في القنوات التجارية الرخيصة . بأي حال ، تحقق من المنتجات التي تشتريها دائماً قبل استخدامها ، و لكن لا تفاجأ إذا لم تحصل على النتائج التي تبحث عنها ".
المصدر هفن