لن يجادل أي رجل أو امرأة فوق سن الخمسين بأن حياتهم الجنسية لم تعد كما كانت عندما كانوا في العشرين من العمر . فهي ربما تكون أفضل أو أسوأ، و لكن في كلتا الحالتين، لا بد من أن تكون مختلفة تماما عما كانت عليه في فترة الشباب.
فالحياة الجنسية تتغير تماما كما يتغير الجنس مع التقدم في العمر . حيث يشتمل هذا التحول الجسدي عادة على انخفاض مستويات الهرمونات لكل من الرجال و النساء ، و كذلك التغيرات في الأعصاب و الدورة الدموية . فغالبا ما تؤدي هذه التحولات إلى مجموعة متنوعة من المشكلات الجنسية مثل ضعف الانتصاب أو جفاف المهبل .
و لكن الآن ، مع تقدم العلم و الطب ، أصبحت تتوفر مجموعة واسعة من العلاجات الطبية لمعالجة هذه الحالات و غيرها من الأشياء التي تؤثر على الحياة الجنسية التي لا غنى عنها للبشر بلا استثناء .
و بما أن الصحة الجسدية تتغير مع العمر ، فالمظاهر الخارجية تتغير أيضا بطبيعة الحال، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى انخفاض الثقة بالنفس فيما يتعلق بالعلاقات الجنسية . فجميع الناس تقريبا يمرون بمثل هذه التجارب و التغييرات ، و لكنهم لا يعبرون عن نهاية الحياة الجنسية في معظم الأوقات .
يمكن أن تتداخل كل من القضايا الجسدية و العاطفية و تؤثر في نوعية الحياة الجنسية . ففي بعض الأحيان تتشابك سويا مما يتسبب في انقطاع في الأعصاب و المثبطات التي تعطي الحياة الجنسية متعتها و مرونتها . و لكن هذه ليست مشاكل يجب أن تعيش معها ، فبدلا من ذلك ، تتوفر علاجات يمكنها تحسين إن لم يكن علاج معظم المشكلات الجسدية بشكل جذري .
• ما الذي يمكنك القيام به للحفاظ على حياتك الجنسية
يمكن أن تساعد تقنيات الاستشارة الذاتية و الاستشارة الجماعية في حل مشاكل العلاقة الجنسية . و ذلك من خلال تحويل تركيزك بعيدا عن عيوبك التي تشعر بأنها تؤثر عليك نفسيا و تؤثر على ثقتك بنفسك و على قدراتك الجنسية ، حيث يمكنك تعزيز احترامك لذاتك و وضع معاييرك الخاصة لجاذبيتك .
فكل ما عليك فعله هو أن تفكر مرة أخرى في ما جعلك جذابا في سنوات شبابك . فهل كانت عيناك الجميلتين أم ابتسامتك المغرية أو ضحكتك الفاتنة ؟ . فإن كانت هذه هي المؤثرات التي تنغص عليك حياتك الجنسية ، فهي صفات لا تزال جذابة كما كانت دائما و لم تتغير .
حاول أيضا توجيه انتباهك إلى تجربة إعطاء و تلقي المتعة أثناء ممارسة العلاقة الجنسية ، حيث يمكن لذلك أن يساعدك في العثور على الثقة لمنح نفسك التجربة للقيام بعلاقة جنسية و تقديم أفضل ما لديك . فغالبا ما يكون الجنس الرائع هو نتاج علاقة عاطفية عميقة ، و هو أمر غير مضمون من خلال امتلاك جسم مثالي حتى . لذلك ، عليك أن ترسخ في عقلك أن الصورة الذاتية السلبية ليست دائما متجذرة في مظهرك الخارجي .
كما يمكن أن تؤدي الانتكاسات الوظيفية أو خيبات الأمل الأخرى إلى مشاعر الفشل و الاكتئاب ، و كلاهما يؤثر على الرغبة الجنسية بشكل سلبي و حرج للغاية . فبالنسبة للرجال ، يمكن لفترات العجز الجنسي و الاكتئاب المصاحب لها أن تقوض الثقة في رجولتهم .
بغض النظر عن السبب ، يمكن أن تؤثر الصورة الذاتية الضعيفة على حياتك الجنسية بشكل مباشر . فعندما يتطور قلق الأداء نتيجة لذلك ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى دوامة هبوطية من الفشل الجنسي المتكرر و تقليل لاحترام الذات ، حيث يتطلب تصحيح هذه المشكلة اهتماما جادا بأصلها للتوصل لحل لها و عودة الحيوية لحياتك الجنسية كما كانت من قبل .
إن العديد من التغييرات الجسدية التي تأتي مع التقدم في السن لها تأثيرات ملحوظة على الأعضاء الجنسية و الحياة الجنسية . و بالتالي ، فإن العلاقة العاطفية و قوة الحب بين الزوجين في السبعين من العمر قد لا يشبه إلى حد كبير الأزواج المفعمين بالحيوية و هم شباب يبلغون من العمر 20 عاما .
و لكن لا تقلق ، فهذا ليس بالضرورة شيئا سيئا . حيث أنه قد تؤدي الخبرة الأكبر و العدد الأقل من الموانع و الفهم أعمق لاحتياجاتك واحتياجات شريكك إلى أكثر من التعويض عن عواقب الشيخوخة . فيمكن للتغيرات الجسدية للشيخوخة أن توفر قوة دافعة لتطوير نمط جديد و مرضي من حب الشباب .
• الحياة الجنسية أثناء الكبر
إن البالغين في منتصف العمر و كبار السن لم يعودوا يقبلون هذه الأساطير مثل "الجنس مخصص للشباب فقط" و "الجنس ليس مهما لكبار السن" . حيث توضح دراسة بعنوان " النشاط الجنسي في منتصف العمر و ما بعده " ، هذا الأمر ، و الذي يظهر في هذه النتائج :
- لم يوافق خمسة من بين كل ستة من المجيبين على القول بأن "الجنس مخصص للشباب فقط" .
- صرح ستة من بين كل عشرة أشخاص بأن النشاط الجنسي يعتبر جزءا أساسيا من العلاقة الجيدة .
- أفاد 10٪ فقط من البالغين أنهم لا يستمتعون بالجنس بشكل خاص ، بينما وافق 12٪ فقط على أنهم سيكونون سعداء جدا بعدم ممارسة الجنس مرة أخرى .