الرصد العسكري

ضم الضفة ليس في الحسبان.. اتفاقية السلام الإسرائيلية الإماراتية: غطاء لصفقة سلاح كبرى

18 آب 2020 17:01

قالت " مجلة ذا ديلي بيست"  إن  الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت الإمارات العربية المتحدة أنها ستفرض عقوبات على بيع طائرات F-35 المتطورة كجزء من بند سري في اتفاقية دولة الخليج العربي لإقامة علاقات دبلو

قالت " مجلة ذا ديلي بيست"  إن  الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت الإمارات العربية المتحدة أنها ستفرض عقوبات على بيع طائرات F-35 المتطورة كجزء من بند سري في اتفاقية دولة الخليج العربي لإقامة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" .

ووفقاً للمجلة فإن بيع أنظمة الأسلحة المتقدمة إلى الإمارات العربية المتحدة سيعرض التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة للخطر، و هو وضع تمسكت به الولايات المتحدة و "إسرائيل" منذ حرب أكتوبر عام 1973 ، عندما أظهرت "إسرائيل" أنها غير مستعدة للتعرض لهجوم من قبل أربعة جيوش عربية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن بشكل مفاجئ، أنه توسط في التوصل إلى اتفاقية سلام تاريخية بين "إسرائيل" والإمارات العربية المتحدة ، و التي مثلها مثل معظم الدول العربية ، لم تعترف أبدا بدولة "إسرائيل" من قبل.

وفي مقابلة هاتفية أجرتها المجلة مع ناحوم بارنيا، وهو مراسل سياسي إسرائيلي مخضرم كشف عن البند الظاهر من الاتفاقية، قال إن ولي عهد الإمارات محمد بن زايد طالب بالوصول إلى الطائرات المتطورة و الطائرات بدون طيار قبل أن يوافق على النظر في فتح سبيل للسلام مع "إسرائيل".

 

وترى المجلة أن الرئيس ترامب يحاول استخدام الاتفاقية للتحايل على المعارضة في الكونجرس ، حيث أوقف تحالف من الحزبين صفقة لبيع أسلحة بقيمة 7 مليارات دولار للإمارات و السعودية ، و التي وصفها ترامب بأنها انقلاب كبير في السياسة الخارجية .

بالإضافة إلى ذلك ، من المحتمل أن يكون المفاوضين قد تركوا الإمارات تحت انطباع بأنه سيسمح لهم بشراء طائرات F-35 ، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين و الإسرائيليين كانوا يعلمون أن المبيعات سيتم حظرها في النهاية .

و الجدير بالذكر أنه خلال شهر مايو الماضي ، استندت إدارة ترامب إلى بند طوارئ نادرا ما يستخدم للسماح لترامب بإبرام صفقة بيع صواريخ دقيقة التوجيه و طائرات F-35 إلى القوى الخليجية ، لكن الاتفاق مع "إسرائيل" ، الذي تم الترحيب به على نطاق واسع باعتباره تقدما كبيرا لمشروع السلام في الشرق الأوسط ، يمكن أن يوفر طريقا أكثر سلاسة لذلك .

وسيساهم هذا الاتفاق الضمني مع نتنياهو بإزالة  ما يقرب من 50 عاما من المعارضة الإسرائيلية لبيع أنظمة الأسلحة الاستراتيجية المتقدمة لدول أخرى في المنطقة . فقد امتنعت الولايات المتحدة ، الحليف الأقرب لإسرائيل عن بيع أنظمة الأسلحة المتقدمة إلى الدول العربية بشكل تقليدي ، مشيرة إلى حاجة "إسرائيل" الوجودية للحفاظ على "التفوق النوعي" ، كما و يشار دائما إلى التفوق العسكري الإقليمي لإسرائيل في دوائر السياسة الأمريكية .

ففي المساعدة على تمهيد الطريق المحتمل لترامب لدفع صفقات بيع الأسلحة السرية تلك ، سيحاول نتنياهو التحايل على مخاوف قادته العسكريين و وزيري دفاعه و خارجيته أيضا، و هما أعضاء أساسيون في الحكومة الائتلافية الهشة التي يقودها .

و قد قال نتنياهو في بيان وصف هذه التوقعات بأنه "أنباء كاذبة" ، أن اتفاق السلام التاريخي بين "إسرائيل" و الإمارات العربية المتحدة لم يتضمن أي اتفاق إسرائيلي بشأن أي صفقة لبيع الأسلحة بين الولايات المتحدة و الإمارات العربية المتحدة ".

و انتقد ما يسمى  بوزير "الدفاع" في دولة الاحتلال، بيني غانتس ، رئيس أركان الجيش السابق ، فشل نتنياهو في التشاور بشأن المفاوضات ، قائلا أن "إسرائيل" لن تقبل بأي صفقة من هذا القبيل في عهده ، مضيفا : " سنواصل حماية التفوق العسكري الإقليمي لإسرائيل بصرامة طالما أنني في منصب وزير الدفاع ".

بدوره قال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، و هو عضو زميل في حزب غانتس الأزرق و الأبيض : "ليس لدينا علم بأي ضمانات أمنية متضمنة في الاتفاقية مع الإمارات العربية المتحدة ، و إذا كان هناك شيء من هذا القبيل ، فلن يتم إجراؤه بالاشتراك معنا ".

ومنذ إعلان اتفاق السلام ، كان نتنياهو قد سعى بالفعل لاحتواء غضب قاعدته اليمينية بسبب نص الاتفاق الذي لم يوقع عليه بعد، و الذي يتضمن أنه يجب على إسرائيل "تعليق " خططها لضم جزء أو كل الضفة الغربية المحتلة التي يطالب بها الفلسطينيون بشكل مؤقت .

النهضة نيوز - بيروت