كيف نجت أسماك القرش من ارتفاع حرارة المحيطات منذ ملايين السنين ؟

عالم الحيوان

أسماك القرش طورت زعانفها الصدرية لتتكيف مع ارتفاع حرارة المحيطات منذ ملايين السنين

6 حزيران 2024

كانت  أسماك القرش حيوانات صغيرة تعيش في القاع خلال فترة الاحتباس الحراري الشديد لكنها تطورت على مدى ملايين السنين لتصبح في يومنا هذا أكبر الحيوانات المفترسة في المحيطات 

 ارتفاع درجات حرارة المحيطات منذ ملايين السنين

 أطلقت الانفجارات البركانية الضخمة منذ حوالي 93 مليون سنة كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما أدى إلى خلق ظاهرة احتباس حراري أدت إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات بشكل كبير.

تكيف أسماك القرش قديما مع ارتفاع حرارة المحيطات 

اكتشف الباحثون في جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد أن بعض أسماك القرش تكيفت مع هذه التغييرات من خلال تطوير زعانف صدرية أطول.

ووصل الباحثون إلى هذا الاكتشاف، الذي نُشر في مجلة Current Biology، عن طريق قياس طول الجسم وأحجام الزعانف لأكثر من 500 نوع من أسماك القرش الحية والمتحجرة.

فائدة الزعانف الصدرية لأسماك القرش

وأوضح فيليب ستيرنز، طالب دكتوراه في علم الأحياء بجامعة كاليفورنيا والمؤلف الأول للبحث أن "الزعانف الصدرية مهمة للغاية، مثل أذرعنا تماماً، لقد وجدنا أن هذه الزعانف تغير شكلها مع انتقال أسماك القرش من العيش في قاع المحيط إلى السباحة في المياه المفتوحة".

تساعد الزعانف الصدرية الأطول أسماك القرش على التحرك بكفاءة أكبر، مثلما تساعد الأجنحة الطويلة والضيقة الطائرات على الطيران باستخدام طاقة أقل.

وأشار ستيرنز إلى أن "زعانفهم تشبه أجنحة الطائرة، وهي مصممة لتقليل الطاقة اللازمة للحركة".

الفرق بين أسماك القرش القاعية والسطحية

وأظهر البحث أيضاً أن  أسماك القرش في المياه المفتوحة أصبحت سباحة أسرع مقارنة بنظيراتها التي تعيش في القاع.

وقال تيم هيغام، الأستاذ في قسم التطور والبيئة وبيولوجيا الكائنات الحية في جامعة كاليفورنيا والمؤلف المشارك في الدراسة: "عضلات القرش حساسة للغاية لدرجة الحرارة، لقد وجدنا صلة بين درجات الحرارة المرتفعة وحركة الذيل وسرعة السباحة".

واليوم، لا تزال معظم أنواع أسماك القرش تعيش بالقرب من قاع المحيط، فيما يسميه العلماء المنطقة القاعية، ولكن أسماك القرش القاعية هذه لا تحظى بشهرة أقاربها الذين يعيشون في المياه المفتوحة، والتي غالباً ما يتم تصويرها على أنها حيوانات مفترسة شرسة، وتكون أسماك القرش القاعية عموماً أصغر حجماً وأكثر عرضاً، حيث يعيش حوالي 87% من أسماك القرش الحديثة في هذه المنطقة، وحوالي 13٪ فقط هي حيوانات مفترسة سريعة السباحة في المياه المفتوحة.

هذا ويعتقد الباحثون أن التنفس ربما أصبح صعباً بالنسبة لأسماك القرش القديمة، حيث انخفضت مستويات الأكسجين بالقرب من قاع المحيط خلال ارتفاع الحرارة في العصر الطباشيري.

مجلة Current Biology