دراسة تكشف: الضوء الليلي يزيد من خطر السكري من النوع 2

علوم

التعرض للضوء الليلي يزيد من خطر الإصابة بالسكري بنسبة 67%

26 حزيران 2024

كشفت دراسة ضخمة عن زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع 2 نتيجة التعرض للضوء الليلي

كشفت دراسة ضخمة شملت 85,000 شخص عن أن التعرض للضوء في الليل يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع 2، بغض النظر عن الأنشطة النهارية.

قال أندرو فيليبس، المؤلف الرئيسي والأستاذ المساعد في كلية الطب والصحة العامة بجامعة فليندرز: "يمكن أن يؤدي التعرض للضوء في الليل إلى اضطراب إيقاعاتنا اليومية، مما يؤدي إلى تغييرات في إفراز الأنسولين واستقلاب الجلوكوز". وأضاف: "التغيرات في إفراز الأنسولين واستقلاب الجلوكوز الناجمة عن اضطراب الإيقاعات اليومية تؤثر على قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تطور السكري من النوع 2".

تأثير الإيقاعات اليومية على إفراز الأنسولين

باستخدام بيانات من البنك الحيوي البريطاني، تم تقييم 84,790 مشاركاً ارتدوا مستشعرات للضوء على المعصم لمدة أسبوع بين عامي 2013 و2016، بعد تسع سنوات. ومن خلال جمع 13 مليون ساعة من بيانات مستشعرات الضوء، وجد الباحثون أن هناك خطر أكبر بنسبة تصل إلى 67% للإصابة بالسكري في وقت لاحق من الحياة. كما وجد العلماء أن الخطر يزداد مع زيادة وقت التعرض للضوء، بغض النظر عن السلوكيات النهارية.

تدعم البيانات الفرضية القائلة بأن الضوء، الذي يثبط أو يغير الإيقاعات اليومية المركزية ويضعها في "مرحلة غير طبيعية"، قد يغير أيضاً كيفية إفراز الأنسولين واستقلاب الجلوكوز.

تأثير اضطراب الإيقاعات اليومية على مستويات السكر

أشار الباحثون في الدراسة إلى أنه "على سبيل المثال، قد تظهر اضطرابات إيقاعات الميلاتونين أو الكورتيكوستيرويد ارتفاعات في التركيز خلال ساعات الاستيقاظ، مما يقلل من إفراز الأنسولين من البنكرياس ويعزز إنتاج الجلوكوز في الكبد في أوقات تتزامن مع تناول الطعام". وأضافوا: "يمكن أن يؤدي الاختلال المستمر في الإيقاعات اليومية إلى ارتفاع مستمر في مستويات الجلوكوز بعد الأكل، مما يبدأ في تطور السكري من النوع 2 بزيادة حجم والتهاب الخلايا الدهنية، وبالتالي تعزيز مقاومة الأنسولين وإفراز علامات الالتهاب (مثل الإنترلوكين 1 بيتا) التي تعيق وظيفة خلايا بيتا البنكرياسية".

تأثير أنماط الحياة على خطر الإصابة بالسكري

بينما تؤثر أنماط الحياة والسلوكيات مثل العمل بنظام الورديات وأنماط النوم غير المنتظمة على خطر الإصابة بالسكري، أخذ الباحثون في الحسبان هذه العوامل ووجدوا أن التعرض للضوء بين الساعة 12:30 صباحاً و6 صباحاً يمثل مشكلة صحية كبيرة. وأوصى الباحثون بتقليل التعرض للضوء خلال هذه الساعات، للحفاظ على الإيقاعات اليومية، كوسيلة سهلة لخفض خطر الإصابة بالسكري من النوع 2.

النتائج والتوصيات 

أوضح فيليبس: "أظهرت النتائج أن التعرض للضوء الساطع في الليل مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكري، مع علاقة تعتمد على الجرعة بين التعرض للضوء والخطر".

وأضاف قائلاً: "تشير نتائجنا إلى أن تقليل التعرض للضوء في الليل والحفاظ على بيئة مظلمة قد يكون وسيلة سهلة ورخيصة لمنع أو تأخير تطور السكري".

مجلة The Lancet