تأثير النشاط الجنسي على الصحة الأيضية

منوعات

النشاط الجنسي يحمي الأمهات من الاضطرابات الأيضية الناتجة عن الإجهاد المزمن

2 حزيران 2024

تشير دراسة جديدة نشرت في مجلة علم الغدد الصماء العصبية النفسية إلى أن النشاط الجنسي يمكن أن يساعد في حماية الأمهات من الاضطرابات الأيضية الناتجة عن الإجهاد المزمن.

النشاط الجنسي يخفف التوتر عند الأمهات

 حيث ركز البحث على آثار النشاط الجنسي على تخفيف التوتر لدى الأمهات اللاتي يرعين أطفالاً يعانون من اضطراب طيف التوحد ASD، ووجدت النتائج أن الأمهات الناشطات جنسياً لديهن مستويات صحية من الهرمونات الأيضية الرئيسية مقارنة بنظيراتهن غير الناشطات جنسياً. 

الآثار السلبية للإجهاد المزمن

من المعروف أن الإجهاد المزمن يسبب تغيرات كبيرة في الدماغ والجسم، مما يؤدي إلى مشاكل صحية مختلفة، بما في ذلك اضطرابات في التمثيل الغذائي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد مثل السمنة ومرض السكري من النوع 2، وقد أشارت الأبحاث السابقة إلى أن النشاط البدني يمكن أن يساعد في تخفيف هذه الآثار.

ومع ذلك، فإن دور عوامل نمط الحياة الأخرى، مثل النشاط الجنسي، لم يتم استكشافه من قبل، ونظراً للتأثيرات القوية للنشاط الجنسي في تخفيف التوتر، هدف الباحثون إلى التحقق مما إذا كان يمكن أن يكون بمثابة حماية ضد  التأثيرات الأيضية السلبية للإجهاد المزمن. 

دور النشاط الجنسي في الحماية من التأثيرات الأيضية السلبية للإجهاد المزمن

وأوضح مؤلف الدراسة يوبين بارك، وهو باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو: "بالنظر إلى العواقب الضارة التي يمكن أن يسببها الإجهاد المزمن على الصحة الأيضية، فمن الضروري استكشاف عوامل الحماية".

"ظهر النشاط الجنسي كمرشح واعد بسبب آثاره في تخفيف التوتر وتأثيره الإيجابي على بعض الجوانب المهمة مثل النوم، والتي يمكن أن تتأثر بسبب التوتر وبالتالي تسبب مشاكل في التمثيل الغذائي، وعلى حد علمنا، لم يقم أي عمل سابق بدراسة ما إذا كان النشاط الجنسي يمكن أن يخفف من الآثار البيولوجية للإجهاد، لذلك كان هذا البحث استكشافياً بطبيعته، ويهدف إلى سد هذه الفجوة المعرفية.

وركز الباحثون على أمهات الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، اللاتي يعانين من مستويات أعلى من التوتر المزمن مقارنة بأمهات الأطفال الطبيعيين، وشملت الدراسة 183 امرأة تتراوح أعمارهن بين 20 إلى 50 عاماً، مع طفل واحد على الأقل يتراوح عمره بين عامين و 16 عاماً، وتم تقسيم هؤلاء النساء إلى مجموعات عالية الضغط وأخرى منخفضة الضغط بناءً على ما إذا كان لديهم طفل تم تشخيص إصابته باضطراب طيف التوحد وتم توزيع النتائج على أساس مقياس الإجهاد المدرك.

خضع المشاركون لتقييمات في أربع نقاط زمنية مختلفة: خط الأساس، 9 أشهر، 18 شهر، و 24 شهر، وخلال هذه التقييمات، أكمل المشاركون زيارات العيادة ودراسات اليوميات لمدة 7 أيام، وركز الباحثون على البيانات من المتابعات التي استمرت لمدة 18 شهر و24 شهر، حيث كانت هذه هي النقاط الزمنية الوحيدة التي تضمنت أسئلة حول النشاط الجنسي.

تم قياس النشاط الجنسي من خلال سؤال المشاركين يومياً عما إذا كانوا قد مارسوا علاقات جنسية في الليلة السابقة، وتم إعتبار أولئك الذين أبلغوا عن نشاط جنسي مرة واحدة على الأقل كل يوم نشطين جنسياً، وشمل التحليل النهائي 101 مشاركاً كانوا نشطين جنسياً أو غير نشطين باستمرار خلال أسابيع الدراسة.

وقامت الدراسة بقياس العديد من المؤشرات الأيضية الرئيسية، بما في ذلك الأنسولين، ومقاومة الأنسولين، والليبتين، والغريلين، وتم جمع عينات الدم خلال فترات الصيام الصباحية لتقييم هذه الهرمونات، بالإضافة إلى ذلك، أخذ الباحثون في الاعتبار متغيرات أخرى مثل النشاط البدني والرضا عن العلاقة لمعرفة ما إذا كانت تتداخل مع تأثيرات النشاط الجنسي.

العوامل التي تؤثر على الصحة الأيضية للأمهات

وأظهرت النتائج وجود اختلافات كبيرة في الصحة الأيضية بين الأمهات ذوات الضغط المرتفع والأمهات ذوات الضغط المنخفض، حيث كان لدى الأمهات اللاتي يعانين من ضغط مرتفع مستويات أعلى من الأنسولين ومقاومة الأنسولين ومستويات أقل من الغريلين مقارنة بالأمهات اللاتي يعانين من ضغط منخفض، ومع ذلك، تأثرت هذه الاختلافات بشكل ملحوظ بالنشاط الجنسي.

فبين الأمهات غير الناشطات جنسياً، أظهرت المجموعة ذات الضغط العالي نتائج استقلابية أسوأ بكثير من المجموعة ذات الضغط المنخفض، وفي المقابل، لم تظهر الأمهات الناشطات جنسياً اختلافات كبيرة في الصفات الأيضية بناءً على مستويات التوتر لديهن، ويشير هذا إلى أن النشاط الجنسي قد يخفف من التأثيرات الأيضية الضارة للإجهاد المزمن، مما يساعد في الحفاظ على مستويات صحية من الأنسولين والغريلين.

مجلة علم الغدد الصماء