كيف يمكن لتغيير صغير في النظام الغذائي أن يحسن صحة مرضى الكبد ؟

علوم

الامتناع عن تناول اللحوم في وجبة واحدة يخفض تراكم الأمونيا لدى مرضى الكبد

6 أيار 2024

أظهرت تجربة سريرية صغيرة في الولايات المتحدة أن الامتناع عن تناول اللحوم  في وجبة واحدة يمكن أن يقلل من تراكم الأمونيا الضارة لدى المصابين بمرض الكبد في مرحلة متأخرة. وبالتالي، يمكن للتدخلات الغذائية البسيطة أن تساعد هؤلاء المرضى على تجنب المضاعفات الخطيرة.

ماهي الأمونيا ؟

 الأمونيا هي مادة سامة بشكل كبير، وخاصة عندما تصل إلى الدماغ. تنتج الأمونيا كنتيجة ثانوية طبيعية لعملية هضم البروتين في جسم الإنسان. وعلى الرغم من ذلك، فإن جسمنا عادة ما يكون مجهزًا للتعامل مع الأمونيا على أنها منتج نفايات طبيعي.

كيف يتم إطلاق الأمونيا في الجسم ؟

 يتم إطلاق الأمونيا في الجسم السليم من طعامنا عن طريق البكتيريا الموجودة في الأمعاء أثناء تحطيم البروتينات، ثم تمر إلى الكبد الذي يحولها إلى شكل أقل سمية، وهو اليوريا، والذي يتم التخلص منه في البول.

تناول اللحوم وتليف الكبد

 تعتبر الأطعمة الغنية بالبروتين و التي تأتي من مصادر حيوانية، جزءاً من نظام غذائي صحي، لكن هذه الدراسة الجديدة تشير إلى أن الاعتدال في تناول اللحوم قد يخفف العبء على الأشخاص المصابين بتليف الكبد، وهي المرحلة الأكثر تقدماً من أمراض الكبد.

الاعتلال الدماغي الكبدي HE

وكلما زاد استهلاكك من اللحوم، زادت كمية الأمونيا التي يجب على الكبد معالجتها، وسيواجه الكبد التالف صعوبة في إنجاز هذه المهمة، وهذا يؤدي إلى تراكم الأمونيا في الدم، وهو ما يرتبط بالاعتلال الدماغي الكبدي HE، وهو نوع من أنواع التدهور المعرفي.

هذا ويمكن أن تكون بداية التهاب الكبد الوبائي تدريجية أو مفاجئة مع فشل الكبد ويمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى الغيبوبة، حيث يمكن أن يكون تورم أنسجة المخ قاتلاً، ويقترح البحث الجديد طريقة بسيطة للأشخاص الذين يعانون من تليف الكبد لتفادي هذه التأثيرات المقلقة، من خلال التعامل مباشرة مع مصدر المواد الضارة.

اختبار تأثير تناول اللحم على مرضى الكبد

شارك في الدراسة الأخيرة ثلاثون مريضاً من الذكور المصابين بتليف الكبد والذين تم علاجهم في المركز الطبي لشؤون المحاربين القدامى في ريتشموند، وكان جميعهم يتناولون اللحوم بشكل معتاد مع اتباع نظام غذائي على النمط الغربي وكان لديهم خصائص مماثلة لبكتيريا الأمعاء قبل التجربة.

تم تقسيم المرضى إلى ثلاث مجموعات، أعطيت كل مجموعة نوعاً مختلفاً من البرغر على الوجبات، حيث تحتوي جميع أنواع البرغر على 20 غرام بالضبط من البروتين: برغر لحم البقر للمجموعة الأولى، وبديل اللحوم النباتي للمجموعة الثانية، وبرغر الفاصولياء النباتي للمجموعة الثالثة، وتم تقديم جميع أنواع البرغر مع كعك الحبوب الكاملة، ورقائق البطاطا قليلة الدسم، والماء من دون أي إضافات أو تغيير في حجم الوجبة.

تناول اللحوم يرفع مستويات الأمونيا عند مرضى التهاب الكبد

كانت مستويات الأمونيا في مصل الدم مرتفعة بشكل ملحوظ لدى المرضى في مجموعة برغر اللحم، مقارنة بالمجموعتين الأخريين، وكان المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد الوبائي السابق لديهم مستويات أعلى من الأمونيا في مصل الدم، ولكن أولئك في مجموعة اللحوم أظهروا أيضاً ارتفاعاً بعد تناول البرغر خلال ساعة واحدة من تناول الطعام، وهو اتجاه فريد من نوعه في مجموعتهم.

وقال الباحثون أنه حتى تناول وجبة واحدة بدون لحم من حين لآخر، يمكن أن تفيد الكبد عن طريق خفض مستويات الأمونيا الضارة لدى المرضى الذين يعانون من تليف الكبد.

مجلة أمراض الجهاز الهضمي