رصد العلماء كوكبا غريبا يدعى HIP 67522b في مدار شديد القرب من نجمه المضيف، إلى درجة أنه يثير اندلاع توهجات نجمية هائلة تُغرق الكوكب بالإشعاعات وتؤدي إلى فقدان سريع لغلافه الجوي.
هذا الحدث الاستثنائي يمثل أول دليل واضح على تفاعل مغناطيسي مباشر بين كوكب ونجم، وهو ما وصفه العلماء بأنه سلوك يشبه "الجلد بالسوط" الكوني.
تفاعل مغناطيسي مدمر
بحسب العالمة الفلكية إيكاترينا إيلين من المعهد الهولندي لعلم الفلك الراديوي، فإن هذا التفاعل "أشبه بأن يقوم الكوكب بإطلاق موجات على خطوط المجال المغناطيسي للنجم، مما يؤدي إلى تفجير توهجات كانت تنتظر لحظة الانفجار".
هذه الظاهرة ليست عرضية، بل استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، مما أتاح للباحثين فرصة نادرة لدراستها بالتفصيل.
النجم الشاب HIP 67522 وكوكبه المنكوب
يبعد هذا النظام الكوكبي حوالي 408 سنة ضوئية عن الأرض، ويبلغ عمره حوالي 17 مليون سنة فقط، ما يجعله في مرحلة "طفولية" فلكية تعج بالنشاط.
الكوكب HIP 67522b شبيه بالمشتري من حيث الحجم، لكنه أخف منه كثيرا، إذ لا يتجاوز 5% من كتلته، ويدور حول نجمه في دورة سريعة لا تتعدى 6.95 أيام.
توهجات نجمية موجهة بدقة نحو الكوكب
رصد الباحثون ما لا يقل عن 15 توهجا ناريا انطلقت من النجم مباشرة نحو الكوكب خلال فترة خمس سنوات، وقد توصلوا إلى أن الطاقة الإشعاعية التي يتلقاها الكوكب تزيد ست مرات عما كانت ستكون عليه لو لم يكن يزعج نجمه بهذا الشكل.
وهذه التوهجات القوية تعمل على تسخين الغلاف الجوي الخفيف للكوكب، مما يجعله يتسرب إلى الفضاء تدريجيا، تماما كما يتسرب الهواء من بالون مثقوب، وإذا استمرت هذه الظاهرة، فقد يتقلص حجم الكوكب ليصبح بقدر كوكب نبتون خلال 100 مليون سنة فقط.
يأمل الفريق العلمي الآن في اكتشاف أنظمة كوكبية أخرى داخل مجرتنا يمكن أن تُظهر سلوكا مشابها، لفهم هذا التفاعل الكوني النادر بشكل أعمق.
هذا الاكتشاف لا يغير فقط فهمنا لعلاقة الكواكب بنجومها، بل يفتح الباب أمام فصل جديد من أبحاث الفضاء حول كيفية نشوء وتطور الكواكب في البيئات القاسية.
sciencealert