الولايات المتحدة تدعم تحديث الجيش التونسي بصفقة استراتيجية لصواريخ جافلين المضادة للدبابات

صواريخ جافلين الأمريكية المضادة للدبابات

الصفقة العسكرية بين الولايات المتحدة وتونس

وافقت الولايات المتحدة في 3 ديسمبر 2024 على صفقة محتملة بقيمة 107.7 مليون دولار لتصدير صواريخ جافلين FGM-148F المضادة للدبابات إلى تونس، إلى جانب أنظمة دعم مرتبطة بها وتشمل الصفقة:

184 صاروخاً، منها أربعة صواريخ مخصصة للاختبار.

30 وحدة إطلاق خفيفة القيادة (LWCLUs).

يهدف هذا التحديث إلى تعزيز قدرات تونس المضادة للدبابات، التي تعتمد حاليا على أنظمة قديمة مثل صواريخ ميلان وTOW ومنصات الإطلاق المركبة على المركبات مثل M901 ITV TOW.

أهمية نظام جافلين في تحديث الجيش التونسي

تمثل صواريخ جافلين قفزة نوعية في قدرات الجيش التونسي، حيث توفر تقنيات حديثة مقارنة بالأنظمة الحالية التي:

تعتمد على منصات قديمة مثل صواريخ ميلان المحمولة على الكتف التي دخلت الخدمة منذ عقود.

تفتقر إلى المرونة التشغيلية التي توفرها الأنظمة الحديثة مثل جافلين.

المزايا التقنية لصواريخ جافلين

قدرة "أطلق وانسَ": تسمح للمشغلين بإطلاق الصاروخ والانتقال فورًا إلى موقع آمن.

مدى موسع يصل إلى 4,000 متر.

رأس حربي مزدوج: يتميز بقدرته على اختراق الدروع المتفجرة التفاعلية (ERA) وتدمير الدروع الأساسية.

تصميم خفيف الوزن وسهل النقل يجعل النظام ملائما للعمليات في مختلف التضاريس والظروف.

هذا النظام يمثل إضافة استراتيجية لجهود تونس الرامية إلى تحديث جيشها وتعزيز قدراته الدفاعية في مواجهة التحديات الإقليمية.

السياق الجيوسياسي لتونس وتحديات الدفاع

تعيش تونس في بيئة جيوسياسية معقدة تتأثر بالتحديات الداخلية والإقليمية، منها:

التحديات السياسية الداخلية: منذ تولي الرئيس قيس سعيد السلطة في 2021، واجهت تونس انتقادات بشأن التراجع الديمقراطي، مما أدى إلى توتر علاقاتها مع بعض الدول الغربية.

عدم الاستقرار الإقليمي: تستمر الأوضاع غير المستقرة في ليبيا المجاورة في تشكيل تهديدات للأمن الوطني التونسي، ما يدفع إلى تعزيز القدرات العسكرية.

التحالفات الدولية والاستراتيجية

رغم التحديات، حافظت تونس على شراكات استراتيجية، أبرزها:

التحالف مع الولايات المتحدة: حيث حصلت تونس على صفة "حليف رئيسي من خارج الناتو" في 2015.

علاقات مع الاتحاد الأوروبي: تتعلق بقضايا الهجرة والاقتصاد.

تعاون متزايد مع الصين: تسعى تونس لتنويع شراكاتها الأمنية والاقتصادية لتقليل الاعتماد على أي تحالف محدد.

أبعاد الصفقة الاستراتيجية

تمثل صفقة صواريخ جافلين جزءا من خطة تونس الأوسع لتحديث جيشها وتعزيز قدراته.

تقدم الصواريخ قدرات حديثة تتجاوز الأنظمة القديمة، مما يعزز من كفاءة القوات المسلحة التونسية في التعامل مع التهديدات المدرعة والتحصينات.

تعكس الصفقة التزام تونس بتطوير جيشها بما يتماشى مع التحديات الأمنية الإقليمية والدولية.

بهذا، تؤكد تونس رغبتها في تعزيز سيادتها الدفاعية والاستجابة لمتطلبات الأمن الوطني، مع الحفاظ على شراكاتها الاستراتيجية على المستوى العالمي.