تايوان تعزز قدراتها المدفعية باقتناء مدفع M109A7 ذاتي الحركة من الولايات المتحدة

تايوان تتجهز للأسوأ.. صفقة مدفعية أميركية ضخمة لتصدي لأي غزو محتمل من الصين تايوان تتجهز للأسوأ.. صفقة مدفعية أميركية ضخمة لتصدي لأي غزو محتمل من الصين

وافقت وزارة الدفاع الوطني التايوانية رسميا على توسيع كبير في برنامجها لتحديث المدفعية، وذلك من خلال اقتناء 168 مدفعا ذاتي الحركة من طراز M109A7 عيار 155 ملم من الولايات المتحدة، وفقا لما أوردته صحيفة "ليبرتي تايمز نكست" في 5 يوليو 2025. ويأتي هذا الإعلان ليؤكد الاستغناء الكامل عن الأسطول القديم من المدافع الذاتية القديمة، بعد أن كان المخطط الأصلي يتضمن شراء 40 وحدة فقط، وتشمل الصفقة عددا غير معلن من مركبات دعم الذخيرة الميدانية M992A3، التي تستخدم نفس الهيكل المطور لمركبات M109A7، مما يعزز التكامل اللوجستي والفعالية التشغيلية في الميدان.

استثمار استراتيجي يعزز قدرة الجيش التايواني على مواجهة التهديدات الحديثة

وتقدر قيمة الصفقة الإجمالية بأكثر من 90 مليار دولار تايواني (نحو 2.75 مليار دولار أميركي)، ما يجعلها واحدة من أضخم الاستثمارات في قدرات القوات البرية التايوانية، وتعد مدافع M109A7 الأحدث ضمن سلسلة المدافع الذاتية الأميركية، وقد طورت في إطار برنامج إدارة "بالادين" للدمج المتكامل، حيث تتميز بهيكل جديد مستمد من مركبة القتال "برادلي"، ونظام دفع متطور ونظام تحكم نيراني رقمي وحماية محسنة للطاقم، وتشمل القدرات التشغيلية الجديدة مدى إطلاق يصل إلى 30 كلم باستخدام القذائف التقليدية وأكثر من 40 كلم باستخدام القذائف المعززة بالصواريخ، إلى جانب قدرة أعلى على إطلاق النار والتنقل بسرعة لتفادي الضربات المضادة.

ويمثل هذا التحديث نقلة نوعية للجيش التايواني، خاصة في ظل امتلاكه حاليا لأسطول متهالك يضم 488 مدفعا ذاتيا، تتوزع بين M108 عيار 105 ملم، وM109A2/A5، وM44T، وT-69، وM110A2 الثقيلة عيار 203 ملم، وجميعها أنظمة قديمة لم تعد تلبي متطلبات المعارك الحديثة ولا تتوفر لها قطع غيار من المصنعين الأصليين.

تعاون دفاعي أميركي متزايد يعزز قدرة تايوان على الردع في ظل تصاعد التهديدات الصينية

وفي إطار سياسة الدعم العسكري المتنامي من واشنطن لتايبيه، وافقت الولايات المتحدة على عدد من صفقات البيع العسكري الخارجي الكبرى، أبرزها تسليم 108 دبابة M1A2T أبرامز، وهي نسخة خاصة بتايوان تعتمد على الإصدار SEPv2، ما يعزز قدراتها القتالية المدرعة بشكل كبير، كما يجري تزويد الجيش التايواني بنظام الصواريخ HIMARS، الذي يوفر خيارات ضرب دقيقة بعيدة المدى باستخدام ذخائر مثل GMLRS وATACMS.

وتشمل الحزم الدفاعية الأخيرة أيضا تسليم صواريخ AGM-154C المشتركة للضربات البعيدة، ومنظومات FIM-92 ستينغر المحمولة للدفاع الجوي، وطوربيدات Mk 48 Mod 6 الثقيلة، ما يعزز قدرات تايوان في مجالات الدفاع الجوي والضربات بعيدة المدى والاعتراض البحري.

الدعم الأميركي يرسخ معادلة الردع في مضيق تايوان

ويعد نظام M109A7 حجر الزاوية في استراتيجية المدفعية الحديثة لتايوان، بفضل توافقه مع الشبكات الرقمية وأنظمة الدعم اللوجستي الآلي، وقدرته على تنفيذ تكتيكات "أضرب واهرب" لتجنب الاستهداف المعاكس، ويأتي هذا في سياق تصاعد التهديدات الصينية، بما في ذلك التوغلات الجوية والتدريبات البحرية المتكررة والعمليات الرمادية في مضيق تايوان.

وبموجب "قانون العلاقات مع تايوان" و"قانون تعزيز المرونة التايوانية لعام 2022"، تتبنى واشنطن نهجا استباقيا في دعم الردع التايواني، معتبرة أن التسلح النوعي لتايوان يمثل ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ومن خلال تزويد تايبيه بأنظمة متقدمة مثل M109A7 وHIMARS ودبابات أبرامز، تعزز الولايات المتحدة التزامها بردع أي تغيير أحادي بالقوة في الوضع القائم، وتأكيد دعمها لأمن تايوان وسيادتها.