خلدون الشريف يحلل الأحداث داخليا وخارجيا.. عامل وحيد قد يعجل وقف الحرب

تقارير وحوارات

خلدون الشريف: خيار الحرب على لبنان لم يسقط وإسرائيل لا تريد وقف إطلاق نار دائم في غزة

8 أيار 2024

اعتبر السياسي اللبناني الدكتور خلدون الشريف، بأن خيار الحرب على لبنان لم يسقط بعد، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تريد وقفا دائما لإطلاق النار في غزة، بل تريد هدنة مؤقتة.

حيث أوضح خلدون الشريف في مقابلة ضمن برنامج "اساس الحكي" على موقع "أساس ميديا"، بأن خيار الحرب على لبنان لم يسقط بعد، لأن الإسرائيلي محصور، وهو اليوم لا يريد وقف إطلاق نار دائم في غزه، ويريد هدنة مؤقتة كي يربح ولا يربح الطرف الآخر، وهذا الطرف لا يمكن أن يقبل بأن يوقف الحرب ويعلن هزيمته أمام الإسرائيلي.

خلدون الشريف: الانتخابات الأمريكية قد تسرع وقف الحرب في غزة

وبالاستناد لهذه القراءة، أشار الشريف إلى أن جميع الاحتمالات عالية وهناك ضغوط هائلة تمارس على الطرفين، وبالطبع فإن الضغط على حماس أكثر بكثير من الإسرائيلي، وهناك ضغط رهيب على حماس، والضغط على قطر صار كبيرا، والضغط المصري على حماس صار كبيرا، إضافة إلى الدخول التركي والإيراني على الخط.

وعلى الرغم من ذلك لفت السياسي اللبناني إلى أن هناك عامل وحيد قد يعجل في وقف الحرب وهو الانتخابات الأمريكية، فهناك مرشحان بايدن وترامب، فإن أراد بايدن تحسين ظروفه الانتخابية، فإن وقف الحرب بات ممرا إلزاميا، لأن قضية الحرب في غزه باتت ملفا داخليا أمريكيا نتيجة المظاهرات، وقد تدفع الجيل الصغير من الديمقراطيين الذين هم من الناخبين إلى الامتناع عن التصويت وسيؤثر ذلك على بايدن، مبديا اعتقاده بأن الدولة العميقة في أمريكا تفضل رئيسا أداءه أداء إداري، وبايدن هو رئيس إداري، ولذا فإن إدارة بايدن لها مصلحه بوقف الحرب.

ووفق الشريف فإن إيران إن تم تخييرها بين بايدن وترامب فستختار بايدن، وبالتالي يجب أن تساعده على ربح الانتخابات وأن تمارس ضغوط على حماس قدر الامكان لكي تتوقف الحرب.

خلدون الشريف: المسافة بين فرنسا وأمريكا ضاقت في ملف الرئاسة والقرار 1701

وردا على سؤال عن انقسام اللبنانيين إلى فريقين حول مسألة الساحة الجنوبية والقرار 1701، أحدهما لا يريد الحرب، والآخر يريد استمرارها ما زالت مستمرة في غزة، أوضح الشريف بأن وقف إطلاق النار في الجنوب وتطبيق القرار 1701، ارتبط شئنا أم أبينا بوقف النار في غزة، وهذا عليه اجماع أمريكي فرنسي وقبول من جميع الأطراف وبدأ العمل جديا لوقف النار في غزة.

وحول الورقة الفرنسية، بين الشريف بأن معلوماته تشير إلى أنها ذات الورقة القديمة لكن مع بعض التعديلات، وأنه في زيارة الوزير لودريان الأخيرة إلى واشنطن تم بحث ملف 1701 وملف الرئاسة، وجزم الشريف من باب المعرفة وليس من باب التحليل أن المسافات بين الدولتين قد ضاقت في الملفين.

وبحسب الشريف فقد كان الخلاف في القرار 1701 حول التراجع لمسافة 10 كيلو أو 7 مثلا، لكن برأيه فقد أصبح الموضوع مرتبطا أكثر بالتراجع بحسب ما هو واقعي على الأرض، مشيرا إلى أن الإسرائيلي أيضا لم يطبق 1701، ويجب عليه أن يتقدم بخطوة لتطبيقه.

ولفت إلى ملف ترسيم الحدود البرية الذي يحتوي على مجموعة خلافات مع إسرائيل، أخطرها هم الـ بي 1 ومزارع شبعا، وما بينهما من النقاط 13 التي تم الاتفاق على 7 منهم وبقي 6، وهناك قرية الغجر التي وقع أهلها على رغبتهم في البقاء مع إسرائيل، وبالتالي فإن لبنان مجبر أن يقوم بتبادل مع الإسرائيلي بمساحات أو أراضي، وكل هذه المواضيع يتم وضعها على طاولة البحث.

خلدون الشريف: الرئيس بري مفوض بالحديث مع الغرب وهذا ليس طبيعيا

وبين بأن حزب الله والرئيس بري هما من أدار الدفة منذ أول يوم في الحرب، والرئيس بري مفوض بالحديث مع الغرب والغرب يأتي طبعا ويلتقي مع مسؤولين لبنانيين ولكن الأساس أنه يريد أن يلتقي مع المفوض بالحديث، معتبرا بأن هذا الأمر ليس طبيعيا لكن هذا هو الواقع.

وحول تأثير اجتماع معراب الذي ضم مجموعة من الشخصيات وطالبت بتطبيق القرار 1701، رأى بأن هذا الاجتماع وبدون أدنى شك يثبِّت أن هناك قسما من اللبنانيين يريد تطبيق المقررات الدولية كما هي، ويثبِّت أن هذا الطرف غير موافق أن يكون كل التفاوض وكل القرار في المقلب الآخر وهو بهذا المعنى خطوة سياسية يعتد بها تؤسس لما قد يأتي.

خلدون الشريف: اللجنة الخماسية قررت العودة إلى مقررات الدوحة نهاية الشهر

وأعرب الشريف عن اعتقاده بأن اللجنة الخماسية حول لبنان اتخذت قرارا بأن نهاية شهر أيار ستكون نهاية هذه المرحلة، وبعدها سيتم الدخول لمرحلة جديدة عنوانها العودة إلى مقررات اللقاء الخماسي الذي حصل في الدوحة، والذي حدد مواصفات الرئيس وتحدث عن عقوبات، وهذا يعني احتمال ممارسة ضغوط على لبنان في الشهر المقبل وهذا مرتبط أيضا برغبة الفرقاء.

وطرح الشريف تساؤلا صريحا حول ما إذا كان اللبنانيون بكل أطيافهم ومكوناتهم يريدون تسوية أم لا يريدونها، أي هل يريدون رئيسا يحوز على الأغلب الأعم من الأصوات في مجلس النواب أم لا يريدون ذلك.

وجزم بأن الرئيس بري يرغب بأن يعود العرب إلى لبنان ضيوفا ومستثمرين ومصرفيين، لافتا إلى أن الوزير سليمان فرنجية ما يزال مرشحا.

خلدون الشريف: لا يمكن تحميل حزب الله مسؤولية الحرب

وأشار الشريف إلى أن الدول التي تملك المال هي دول الخليج والصين، وهذه الدول لا يمكن الطلب منها إعادة إعمار جنوب لبنان المدمر وبعد ثلاث سنين نعود إلى الحرب.

وبين بأن هذا الموضوع لا يمكن أن نحمل مسؤوليته على حزب الله، معيدا إلى الأذهان عندما ذهب ياسر عرفات ووقع اتفاق أوسلو عام 1993، لكن الإسرائيلي لم يلتزم إطلاقا بهذا الاتفاق، فقتلوا إسحاق رابين وبدأوا بإقامة المستوطنات، مؤكدا أن الإسرائيلي غير مضمون وغير موثوق ولا يقول ويفعل ويكذب وهو يحتل ويستوطن، ولذا فإن الشريف يؤكد على أن التسوية يجب أن تكون كبيرة، فالآن نتنياهو لا يريد وقف إطلاق النار وليس له مصلحة سياسية بذلك، ولذلك لا يمكن وضع الأمر كله على عاتق حزب الله.

وفي ختام المقابلة توجه خلدون الشريف إلى اللبنانيين وأولهم حزب الله لأنه الأقوى سلاحا ونفوذا وتأثيرا، داعيا إياهم إلى التفكير في الاختيار بين فترة من الاستقرار والاستنهاض للبلد أو الإبقاء عليه ساحة تجاذب.