للمرة الأولى .. الرئيس السوري يكشف عن حجم الفساد المستشري في بلاده

وخلال لقائه لوزراء حكومته الجديدة التي أعاد تشكيلها عقب الانتخابات البرلمانية، وأدت اليمين الدستورية أمامه اليوم قال الأسد: "ما تم انجازه في موضوع مكافحة الفساد هام لكن لا يعني انه كافي ومازال الطريق طويل جداً، الفساد منتشر وهذا لايعني أنه منتشر في الدولة وإنما الدولة هي مرآة المجتمع وهذا لايعني أن المجتمع فاسد، الأغلبية هي جيدة، وإنما هناك قلة فاسدة، وهي التي تطغى على السطح ولديها القوة والقدرة لكي تؤثر الفساد منتشر وذكي ومصمم، وما بدأناه في الدولة بحاجة لجهود مكثفة أكثر من الماضي، ونحن لم ننتظر تطوير القوانين لكي نبدأ مكافحة الفساد".

وأضاف "مكافحة الفساد يجب أن تكون شاملة وعبر الإعلام، فالإعلام دوره هام جداً وخاصة في قضايا التحقيقات، وأنا هنا أتحدث عن الإعلام التقليدي، وعن الإعلام الالكتروني المحترف".

وتابع: "الدروس بسلبياتها وبإيجابياتها تساعد المسؤول والمؤسسات على أن تستبق المفاجآت، خاصة في الظروف التي نمر بها اليوم، وبالتالي تكون الإجراءات سابقة للأحداث وليست لاحقة. أي أن نكون استباقيين بدلاً من أن نوصف بالارتجاليين".

وأوضح "في حالة مثل حالتنا، حالة الحرب.. من واجبنا أن نضع الأولويات بشكل واضح ومعلن.. أولويات للحكومة.. لمؤسسات الدولة.. وأولويات للمواطن، وقد يتساءل أي شخص، كيف أولويات للمواطن، فالحكومة تعمل لصالح المواطن، هذا صحيح ولكن أحيانا أولويات الدولة تكون غير ملامسة للحاجات الطارئة للمواطن، تكون بعيدة المدى ولكنها ضرورية جداً ولا يمكن الاستغناء عنها، بينما أولويات المواطن هي المعاناة والحاجات التي يعاني منها بشكل يومي".

الأسد أشار أيضاً إلى الفساد المستشري في القضاء وقال إن تواجده في القضاء يره خطير جداً ويتجاوز بخطورته أي مؤسسة أخرى وبالتالي يجب أن يأخذ مجلس القضاء الأعلى دوره، وهذا هو الدور الأساسي للمجلس من خلال التشدد في العقوبات عندما يكون هناك أي خروج عن أسس العمل القضائي أو تجاوز للقوانين أو ضرر بمصالح الناس،وهذا لا يعني أبداً التدخل بالقضاء.

الرئيس الأسد: مكافحة الفساد لايعني أن يكون المسؤول شريف فقط بل يعني أن يكون شريف وان يلاحق الفساد ووجه الكلام لوزارئه بالقول:" أتمنى أن تكونوا فاعلين في ملاحقة الفساد وليس منفعلين إيجابيين وليس سلبيين".