جدد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، التأكيد على إدانة سورية ورفضها التام للنهج الانتقائي الذي تعتمده بعض الدول الأعضاء حيال مسألة التصدي للتهديد الذي يمثله الإرهاب على السلم والأمن الدوليين، واعتبارها الإرهاب أداة مشروعة يمكن الاستثمار فيها طالما أنه لا يستهدف دولها وتوصيف الإرهابيين على أنهم "معارضة سورية مسلحة معتدلة" أو "جماعات مسلحة من غير الدول" أو "جهاديون" أو "مناضلون من أجل الحرية والديمقراطية" لا يمثلون أي تهديد للسلم والأمن لأي دولة أو منطقة أو للعالم بأسره، شريطة ألا يفكروا يوماً بالعودة إلى بلدانهم الأصلية لمتابعة نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان فيها.
وخلال جلسة لمجلس الأمن اليوم عبر الفيديو حول الوضع في سوريا، أشار الجعفري إلى أنه تم استهداف سورية على مدى السنوات الماضية بحرب إرهابية وحشية جندت فيها دول معروفة الإرهابيين الأجانب وقدمت لهم شتى أشكال الدعم ويسرت تسللهم عبر الحدود مع تركيا بشكل أساسي لزعزعة أمن سورية واستقرارها ومحاولة النيل من سيادتها ووحدة وسلامة أرضها ودورها في المنطقة والتمهيد لأعمال العدوان والاحتلال بذريعة مضللة ألا وهي مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وشدد الجعفري على موقف سورية الثابت، بأن نجاح أي حل سياسي للأزمة وإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع أنحاء سورية والارتقاء بالوضع الإنساني فيها، يستلزم مكافحة الإرهاب واستعادة الدول المعنية إرهابييها من إدلب، وكذلك من معسكر الهول الذي تديره قوات الاحتلال الأميركية والميليشيات الانفصالية العميلة لها، وتلافي جعل هذه المسألة محل مقايضة أو صفقات مشبوهة ترمي لمحاولة إضفاء شرعية أو اعتراف بتلك الميليشيات.
مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة طالب، بمواصلة الجهود في مجلس الأمن لاعتماد مشروع قرار بديل وحازم تحت الفصل السابع من الميثاق يلزم الدول الأعضاء كافة بالتعاون للقضاء على ظاهرة الإرهابيين الأجانب وضمان التزام الدول المعنية باستعادة إرهابييها منها ومساءلتهم عن جرائمهم واتخاذ إجراءات رادعة بحقهم وذلك للوفاء بحصتها من الجهد الدولي لتخليص العالم بأسره من آفة الإرهاب.
وكشف مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، توافر معلومات تفيد بأن عدداً من عناصر تنظيمي "الخوذ البيضاء" و"جبهة النصرة" الإرهابيين يعملون على التحضير لارتكاب جريمة كيميائية جديدة في مدينة أريحا ومنطقة بسامس في شمال غرب سورية بإشراف ضباط أتراك، حيث قاموا بإعداد مسرح الجريمة واختطاف عدد من الأطفال وتحضير بعض الرهائن والمحتجزين لديهم لاستخدامهم في جريمتهم، ومن ثم كيل الاتهامات للجيش العربي السوري وتوفير الذريعة لاحتلال مدينة إدلب وريفها بشكل علني، ولاستهداف كل المطارات السورية.
وجدد الجعفري التأكيد على التزام سورية بالحل السياسي القائم على الحوار الوطني السوري - السوري بملكية وقيادة سورية، دون أي تدخل خارجي، وبتيسير من الأمم المتحدة ي ظل الالتزام الصارم وغير القابل للنقاش والاحترام التام من جميع الدول الأعضاء في هذا المجلس وخارجه بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، وضرورة التزام هذه الدول التام أيضاً بمرجعية وقواعد عمل لجنة مناقشة الدستور، وعدم التدخل الخارجي في عملها، أو محاولات فرض جداول زمنية أو آجال مصطنعة لعملها، مشدداً على استمرار سورية بالتوازي مع ذلك في العمل على مكافحة الإرهاب، واستعادة السيطرة على كامل أراضيها بما يحقق الأمن والاستقرار والازدهار للشعب السوري.
وخاطب الجعفري أعضاء المجلس قائلاً: "لقد سمعتم قبل أيام تصريحات رأس الإدارة الأميركية حول استهداف السيد الرئيس بشار الأسد، والتي تؤكد أن هذه الإدارة تمثل دولة مارقة وخارجة عن القانون وتنتهج نفس أساليب التنظيمات الإرهابية بالقتل والتصفيات، وتؤكد المستوى الذي انحدر إليه التفكير والسلوك السياسي الأرعن لهذه الإدارة، وهنا أتوجه بالسؤال للأمين العام ولمندوبي الدول الأعضاء، هل يبقي هذا الموقف الأميركي العدائي الموجه ضد رئيس دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة أي معنى لحديث الإدارة الأميركية عن دعمها لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية تيسره الأمم المتحدة.
سانا