الرصد العسكري

خلال تنفيذهم عملية سرية.. بحر الصين الجنوبي يبتلع ضباط المخابرات الأمريكية

25 أيلول 2020 12:43


كشف تقرير نشرته وكالة "ياهو نيوز" أن أربعة من جنود وكالة المخابرات المركزية "CIA" فقدوا خلال مهمة سرية في بحر الصين الجنوبي الذي يشهد تنامياً للنفوذ جمهورية الصين الشعبية فيه.

وذكر التقرير أن الجنود الأربعة، قضوا خلال أداءهم مهمة سرية جداً وجريئة في بحر الصين الجنوبي، علماً أن التقارير الأخيرة أفادت بوفاة الجنود الأربعة، وهم مجموعة شبه عسكرية، تلقت تدريباً عالياً، وتتبع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

وفي التفاصيل، فإن الجنود الأربعة كانوا بصدد تنفيذ عملية سرية قرب سواحل الفلبين عام 2008، وقتلوا أثناء تنفيذهم تلك العملية، وذلك وفقاً لشهادات جنود استخبارات سابقين.

و يزعم التقرير أن الرجال الأربعة كانوا من ضباط العمليات شبه العسكرية (PMOOs) ، و كانوا يعملون لصالح الفرع البحري التابع لوكالة المخابرات المركزية ، و هو أحد الفروع الثلاثة الرئيسية لمجموعة العمليات الخاصة التابعة للوكالة (SOG)، حيث تعمل مجموعة SOG في إطار مركز الأنشطة الخاصة التابع لوكالة المخابرات المركزية ، و هو المركز الذي يخطط ويشرف على العمليات شبه العسكرية والمخابراتية في جميع أنحاء العالم.

و وفقا للتقرير، فقد وقعت العملية الجريئة في بحر الصين الجنوبي، وهي منطقة متنازع عليها و تشكل بؤرة التنافس المستمر بين الصين و تايوان و فيتنام و ماليزيا و الفلبين و دولا أخرى في المنطقة، وتم تكليف الجنود الأربعة بزرع جهاز تعقب متطور تم تمويهه ليبدو في هيئة صخرة ، و الذي تم تصميمه لاعتراض الإشارات التي تنتجها السفن الصينية التابعة لقوات جيش التحرير الشعبي البحرية.

بالإضافة إلى ذلك، تضمنت العملية استخدام سفينة يبلغ طولها 40 قدما و تتبع لوكالة المخابرات المركزية و مسجلة لدى شركة تعمل كواجهة للوكالة في الفلبين، والتي كان على متنها الرجال الأربعة : " ستيفن ستانيك و مايكل بيريش و جيمي ماكورميك و دانييل ميكس ".

حيث عمل ستانيك ، و هو قائد المجموعة ، كغواص متخصص في التخلص من الذخائر في البحرية الأمريكية قبل أن يتم تعيينه من قبل وكالة المخابرات المركزية ، وانضم شريكه في الغطس ، بيريش ، إلى وكالة المخابرات المركزية بعد تخرجه مؤخرا من الأكاديمية البحرية التجارية الأمريكية . في حين تلقى كل من ماكورميك و ميكس أوامر بالبقاء على متن السفينة كأفراد دعم و إسناد.

بالإضافة إلى ذلك ، أوضح تقرير وكالة "ياهو نيوز" أن الرجال الأربعة غادروا ماليزيا ، و قد كانوا يحملون أوراقا مزيفة تفيد بأنهم استأجرتهم شركة يابانية لنقل السفينة التي يبلغ طولها 40 قدما إلى اليابان .

و عندما اقتربوا من جزيرة لوزون ، و هي أكبر جزيرة في الفلبين ، قرروا المضي قدما في المهمة على الرغم من هبوب العاصفة الاستوائية هيغوس ، التي كانت تقترب بشكل خطير من موقعهم . حيث اعتقد مخططو العملية أن العاصفة ستغير مسارها و لن تؤثر على منطقة لوزون ، لكنهم كانوا مخطئين ، و قد فقد الرجال الأربعة في البحر و لم يتم العثور على جثثهم حتى الآن .

بعد عدة أشهر من الحادث المميت ، اتصلت وكالة المخابرات المركزية بأسر الضباط الأربعة الراحلين و دعتهم إلى لانغلي لحضور حفل خاص حضره قيادة وكالة المخابرات المركزية . و قد كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إخبار أفراد الأسرة هؤلاء بأن أبنائهم قد عملوا في وكالة المخابرات المركزية .

و قد قالت وكالة "ياهو نيوز" في تقريرها أنها قد تواصلت مع أفراد أسر الضباط الأربعة ، لكنهم لم يرغبوا في التعليق على القصة للإعلام لدواعي خاصة . كما و رفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق على التقرير.

النهضة نيوز - ترجمة خاصة