مشروبات "الدايت" تزيد من فرص الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب

علوم

مشروبات الحمية "الدايت" تزيد من فرص الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب

28 تشرين الأول 2020 11:31

توصلت دراسة جديدة كبيرة إلى أن استبدال المشروبات السكرية بالمشروبات المخصصة للحمية والمعروفة بشكل واسع النطاق باسم "مشروبات الدايت" قد لا يكون صحيا للقلب.

حيث وجد باحثون فرنسيون أن الأشخاص الذين يشربون المشروبات المحلاة صناعيا بانتظام يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية مقارنة بالأشخاص الذين تجنبوا تلك المشروبات.

وفي الواقع، لم يكونوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من الأشخاص الذين يتناولون المشروبات السكرية بانتظام.

وقال أحد الخبراء أن نتائج هذه الدراسة لا تلقي اللوم على المحليات الصناعية في حد ذاتها، حيث أن الأشخاص الذين يستخدمونها قد يتبعون نظاما غذائيا شاملاً، أو عادات نمط الحياة الأخرى ، التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب .

كما وقال كولين راوشوت توكسبري، اختصاصي التغذية المسجل والمتحدث باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية الفرنسية: "إن هذه النتائج لا تشير إلى أن المشروبات المحلاة صناعياً هي المسؤولة وحدها عن زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، حيث أن خفض استهلاك السكر المضاف هو بالتأكيد أمر جيد للصحة العامة، فإذا كانت مشروبات الحمية تساعد الناس على القيام بذلك، فيمكن أن تكون بديلاً إيجابياً أيضاً".

مضار مشروبات الدايت

ولكن أوضح توكسبري، أن هذا "مجرد مكون واحد" من نظام غذائي كامل، حيث أنه إذا ما تحول الناس إلى شرب المشروبات الغازية الخالية من السعرات الحرارية، ثم تناولوا المزيد من البطاطس المقلية أو انغمسوا في تناول الحلوى، فسيضيع جهدهم المبذول وسيزيد من خطر إصابتهم بأمراض القلب والسمنة وتصلب الشرايين.

وتجدر الإشارة إلى أن نتائج الدراسة قد نشرت على الإنترنت بتاريخ 26 أكتوبر كرسالة بحثية في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، وهي تستند إلى معلومات مأخوذة من أكثر من 100000 شخص فرنسي بالغ شاركوا في دراسة التغذية والصحة المستمرة.

وبدءاً من عام 2009، أكمل المشاركون استطلاعات النظام الغذائي كل ستة أشهر، للإبلاغ عما استهلكوه خلال الـ 24 ساعة الماضية، وبناء على هذه السجلات، وجد الباحثين أن 1379 شخصا منهم قد عانى من نوبة قلبية لأول مرة أو ألم شديد في الصدر أو سكتة دماغية.

وفي المتوسط، كان الخطر أعلى بنسبة 32٪ بين مستهلكي مشروبات الحمية العالية ، مقابل غير المستهلكين ، و كان الخطر بين كبار المستهلكين للمشروبات السكرية أعلى بنسبة 20٪ أيضاً.

والجدير بالذكر أن العديد من الناس يختارون شرب مشروبات الحمية متحججين بحاجتهم إلى إنقاص وزنهم أو إدارة إحدى المشاكل الصحية التي يعانون منها. ولذلك وضع الباحثون في الحسبان عادات الأكل التي أبلغ عنها المشاركون ذاتيا خلال الدراسة، بالإضافة إلى مستويات التمرين والتدخين وحالات مرضية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والإصابة بمرض السكري.

حيث قالوا أن مشروبات الحمية كانت مرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، على الرغم من أن الدراسة لم تثبت أن مشروبات الحمية تسبب مشاكل في القلب.

ومع ذلك، قال توكسبري أنه من الصعب أن نأخذ في عين الاعتبار بشكل كامل جميع عوامل النظام الغذائي و نمط الحياة التي قد تكون وراء الارتباط، خاصة وأن النتائج قد كشفت أن حوالي 56 % فقط من مستهلكي الكحوليات يعانون من مشاكل في القلب أو السكتة الدماغية، وهذا يجعل استخلاص نتائج دقيقة بنسبة 100% أمراً صعباً بعض الشيء.

والجدير بالذكر أن مجلس مراقبة السعرات الحرارية ، الذي يمثل صناعة المواد الغذائية منخفضة السعرات الحرارية، قد عارض نتائج هذه الدراسة، حيث قال في بيان له: "إن هذه الدراسة الواسعة المبنية على عينات عشوائية كبيرة من المجتمع، تظهر أن فئات كبيرة معرضة لمخاطر محتملة بما في ذلك السببية العكسية، أي أن يختار الأشخاص المشروبات المحلاة صناعية منخفضة السعرات الحرارية، كأداة للتحكم في وزنهم و محاربة السمنة، يرتبط بعدم القدرة على التحكم وضبط العوامل الأخرى المسببة للنتائج الصحية المؤسفة المذكورة في الدراسة، مما يعني أن المشروبات المحلاة صناعية، مشروبات الدايت، لا يمكن أن يتم اعتبارها المسؤول الرئيسي عن الأمر".

في حين قال الدكتور فريدريك فريمان أنه من الممكن أن يكون للمحليات الاصطناعية تأثير سلبي على صحة القلب، مشيراً إلى أن العديد من الأبحاث السابقة قد أوضحت إلى أنها يمكن أن تؤدي إلى تحفيز إنتاج الأنسولين في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم السكر في الدم، مضيفاً: "في نهاية المطاف، إن أفضل مشروب خال من السعرات الحرارية هو الماء. وإنني أدرك تماما أنه قد يكون من الصعب على الناس أن يتخلوا عن شرب المشروبات الغازية المحلاة صناعيا أثناء قيامهم بالحمية، والتي يمكن أن تسبب الإدمان بالمناسبة، إلا أنهم يجب أن يحاولوا قدر الإمكان تجنبها ومتابعة حميتهم الغذائية جيدا لتقليل نسب السكر التي يتناولونها".

بالإضافة إلى ذلك، يوصي الدكتور فريمان، الذي أطلق عليه لقب "طبيب القلب النباتي"، بتناول أغذية نباتية في الغالب، والتي تشمل الفواكه والخضروات والفاصوليا والبقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات، مشيراً إلى أن هذا النوع من النظام الغذائي قد أثبت فوائده في الحفاظ على الصحة العامة وصحة عضلة القلب بشكل خاص.

النهضة نيوز