ملف النفايات يعيق اجراءات الحكومة الوقائية من فيروس كورونا

ملف النفايات يعيق اجراءات الحكومة الوقائية من فيروس كورونا

لايفتح ملف النفايات اليوم في لبنان لكونه مجرد ملف نفايات يدار بحديث على الصحف ووعود حكومية خٌلبيّة، ليغدو اليوم ملف النفايات أشد خطورة مع الانتشار الكبير للوباء الفيروسي كوفيد_19، وما أثبتته الدراسات من العلاقة الوثيقة بين الاثنين. 

"كل إجراءات الإقفال والتباعد التي اتخذتها الحكومة اللبنانية بلا جدوى، وأن على الكمّامات أن تصبح مرافقاً لنا حتى في غرف النوم، هو ما أكدته صحيفة الأخبار في مقال جاء تحت عنوان" تلوث الهواء يجعل الإغلاق والتباعد مجرّد مزحة!". 

حيث يشير المقال إلى أن العلاقة بدت تتكشّف للباحثين حول العالم، يوماً بعد آخر، عن العلاقة التي ستصبح خطيرة بالتقادم بين الفيروس وتلوّث الهواء، فهما يصبان في تجمع واحد الا وهو الرئتان. 

لطالما أكّد المتخصصون في الأمراض الصدرية على حقيقة أن تلوث الهواء يجعل الإنفلونزا وغيره من أمراض الرئة أكثر حدّة وخطورة.

ولعل التفسير الأقرب إلى المنطق لسرعة انتشار الفيروس هو انتقاله بواسطة الهواء الملوّث. 

ويشير المقال إلى دراسة جديدة أجرتها جامعة هارفارد الأميركية، وشملت 3080 مقاطعة في الولايات المتحدة، إذ بيّنت أن زيادة مستوى الجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء تزيد من خطر الوفاة بين مصابي «كورونا» بنسبة 11%. 

 وقارنت الدراسة بين بيانات الوفيات بالفيروس على مستوى كل مقاطعة وبين تركيزات مستوى الجسيمات الدقيقة العالقة يومياً في هواء هذه المقاطعات بين عامَي 2000 و2006، وخلصت إلى أن الزيادة الطفيفة في التلوث (ميكروغرام واحد فقط لكل متر مكعب)، كانت مرتبطة بزيادة قدرها 11% في معدل الوفيات بالفيروس. 

ولعل هذا ما يفسّر أن النسبة الأكبر من النتائج الإيجابية للفحوص في لبنان كانت في المدن والمناطق ذات الكثافة السكانية الأكبر، والتي تُعدّ نسب تلوث الهواء فيها الأعلى على مستوى الأراضي اللبنانية.

 وأكدت الدراسة أن التلوث يهاجم الجهاز التنفسي في الأساس. إلا أن التعرض المستمر للملوثات يسبب التهاباً مزمناً للشعب الهوائية والرئتين، ما يضعف من قدرتها على مقاومة أي فيروس. أكثر من ذلك، فإن الفيروس يكتسب قدرة أكبر على الانتشار مع وجود الجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء الملوث. إذ يمكن للرذاذ الحامل للفيروس البقاء في الهواء لفترة أطول والانتشار لمسافات أبعد، عندما يعلق بتلك الجسيمات.

ماطرح مجرد تقريب لما ينتظر لبنان اذا استمرت السياسة القديمة التي تنتهجها الحكومة في ضبط الانتشار الكبير الذي تشهده البلاد والاهمال بموضوع المناخ الذي يعتبر الملف الاهم امام الحكومة المقبلة. 


المصدر: صحيفة الأخبار