يحتفل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اليوم السبت بمرور عام على تقلده منصب رئيس البلاد، لكن لا يبدو أنه سيكون هناك أي مظاهر احتفالية، خاصة أنه قد اختفى عن وسائل الاعلام منذ إجلائه إلى ألمانيا لتلقي العلاج قبل أكثر من ستة أسابيع بسبب إصابته بفيروس كورونا التاجي المستجد.
وأصدر مكتب الرئيس الجزائري في شهر نوفمبر المنصرم بيانا قال فيه أن الرئيس تبون قد غادر منشأة طبية متخصصة، وأنه يقضي فترة نقاهة ويجب أن يعود إلى منزله في الأيام المقبلة (في ذلك الوقت).
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
وعلى الرغم من أن البيان قد حمل صيغة توضح احتمالية عودته القريبة، إلا أنه قد ضاعف الغموض المتزايد الذي يحيط بتبون البالغ من العمر 75 عاما ومكان وجوده وصحته ، حيث لم يتم الإعلان عن العيادة أو المركز الطبي الذي عولج فيه حتى الآن.
بالإضافة إلى ذلك، استدعى غياب رئيس الجزائر، الذي يشغل منصب وزير الدفاع أيضا، ذكريات الغياب الطويل لسلفه، عبد العزيز بوتفليقة، الذي سافر إلى في فرنسا لتلقي العلاج على إثر تعرضه لجلطة دماغية في عام 2013، و سفره لاحقا إلى سويسرا لإجراء فحوصات طبية عديدة، في زيارات أحاطت بها الكثير من التكهنات في ظل وجود القليل من المعلومات عن مكان وجوده أو صحته.
الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة
ففي الحقيقة، نادرا ما ظهر بوتفليقة علنا لكنه استمر في حكم البلاد، و قد أجبر العام الماضي على التخلي عن محاولته للفوز بولاية رئاسية خامسة قبل أن يطرد من منصبه تحت ضغط احتجاجات الشوارع القوية والجيش الجزائري.
وبحسب ما ورد، فقد غادر تبون الجزائر متوجها إلى ألمانيا بتاريخ 28 أكتوبر، وقالت حسيبة عودية، و هي معلمة لغة فرنسية متقاعدة وكانت عضوا في مجموعة أنصار تبون عندما كان مرشحا رئاسيا، يوم أمس الجمعة: "بصدق، لقد كنت أتوقع أن يعطينا مفاجأة بعودته إلى الوطن اليوم في الذكرى الأولى لانتخابه".
يشار إلى أن رئيس الوزراء عبد العزيز جراد قد تولى المسؤولية أثناء غياب تبون، وكان واضحا أن البلاد تكافح بشدة في ظل اقتصاد متهالك، و الذي تفاقم بشدة بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد و مجموعة من القضايا الأخرى .
رئيس الوزراء عبد العزيز جراد
وقالت أستاذة القانون الدستوري، فتيحة بن عبو، أنه لا يوجد تاريخ يحدد الوقت الذي يمكن أن يغيب فيه تبون، مضيفة: أن "السلطات لديها هامش كبير من المناورة والمراوغة، لكن على المستوى السياسي، من الواضح أن غياب الرئيس الذي يجسد السلطات الأساسية في البلاد، يمثل مشكلة".
النهضة نيوز - ترجمة خاصة