يوسف صفرا الملياردير اللبناني-البرازيلي الذي توفي عن عمر يناهز 82 عام بتاريخ 10 ديسمبر من عام 2020، و الذي اشتهر بأنه أغنى مصرفي في العالم، ولد في سلالة يهودية سفاردية كانت تقوم بتمويل قوافل الجمال في بلاد الشام في أيام الإمبراطورية العثمانية.
وقدرت ثروة صفرا بأكثر من 23 مليار دولار، مما يجعله يحتل المرتبة الـ 63 في قائمة أغنى أغنياء العالم، وكذلك أغنى شخص في البرازيل، حيث قام بتجميع ثروته خلال حياته بصفته العراب والمدير الأول لتكتل دولي للمصالح المالية والصناعية والعقارية، والتي أدارها بحكمة وفقا لمبادئ الحيطة والحذر التي تعلمها من والده يعقوب.
الملياردير اللبناتي يوسف صفرا
حيث قال صفرا أن أحد هذه الدروس التي تلقاها من والده هو أنه يجب دائما أن ينظر في عيني العملاء، لأن العيون تخبرنا بأكثر من الميزانيات العمومية، وأضاف: "أما الدرس الثاني، فهو أن يجب عليك أن تقوم ببناء مصرفك كما تفعل مع قاربك، أي أن يكون قويا للإبحار بأمان خلال أي عاصفة ".
بالإضافة إلى ذلك، قام الأب، يعقوب، بتعليم يوسف وإخوته عدم إثارة الدعاية مطلقا، وأن يصبحوا بارزين في المجتمعات التي يمارسون فيها أعمالهم ففي مدينتهم الأم في ساو باولو، تعززت هذه الغريزة من خلال خطر الاختطاف المستمر، والذي أصاب بالفعل أحد أبناء أخيه.
حياة الملياردير اللبناني يوسف صفرا
ففي مرة من المرات، تم نقل يوسف بواسطة مروحية بحثا عن الأمان و يتم حمايته على مدار الساعة من قبل مجموعة من الحراس الشخصيين المدربين في إسرائيل وفي مجال الأعمال، كان رئيسا متطلبا يعمل لساعات طويلة ويولي اهتماما دقيقا لكل المخاطر والتفاصيل، وكان من عادته شراء المجوهرات لزوجات الموظفين و تابعيه الذين شعر أنه عاملهم بقسوة .
كما و كان فاعل خير غير معروف أيضا، حيث دعمت مؤسسته الخيرية المستشفيات في البرازيل بالإضافة إلى المعابد اليهودية والقضايا التعليمية اليهودية في نيويورك و إسرائيل، وورد أنه أعطى تماثيل رودان لمعرض في ساو باولو ومخطوطة أينشتاين عن النظرية النسبية لمتحف "إسرائيلي" في القدس .
ولد يوسف صفرا في بيروت في الأول من سبتمبر عام 1938، و هو الابن الأصغر وأحد تسعة أطفال ليعقوب صفرا و زوجته و ابنة عمه إستير صفرا وقد كان أسلاف يعقوب من المصرفيين وتجار الذهب في حلب في سوريا، ولكن في عام 1920 انتقلت العائلة إلى العاصمة اللبنانية، حيث بنوا قاعدة عملاء بين المجتمع السفاردي .
أملاك الملياردير اللبناني يوسف صفرة
وعندما أعقبت أعمال الشغب المعادية لليهود في بيروت إنشاء دولة إسرائيل، بحثت عائلة الصفرا عن ملاذ أكثر أمانا، ففي عام 1952 انضموا إلى موجة من المهاجرين اليهود إلى البرازيل وبعد ثلاث سنوات أسسوا بنك صفرا، و هو الآن سادس أكبر بنك في البلاد .
كما واستحوذ يوسف أيضا على ما نسبته 50 % من شركة Chiquita، و هي شركة أمريكية رائدة للموز، وعلى كمية كبيرة من الأصول العقارية التي تضمنت برجا بارزا في شارع ماديسون في نيويورك وبرج غيركي المصمم من قبل نورمان فوستر في لندن ، وقد تم الحصول على هذا الأخير مقابل 700 مليون جنيه إسترليني في عام 2014 .
حياة الملياردير اللبناني يوسف صفرا
تجدر الإشارة إلى أنه قد تم محاكمة يوسف صفرا في عام 2016، و ذلك بزعم محاولته رشوة مسؤولين برازيليين لإسقاط دعوى قضائية ضد بنك صفرا مقابل ضرائب بقيمة 4 ملايين دولار، ولكن تم إسقاط التهم في نهاية المطاف .
وفي السنوات اللاحقة، عاش يوسف صفرا بهدوء في سويسرا، حيث امتلك بنكا خاصا آخر، وذلك برفقة زوجته فيكي سرفاتي وأبناؤهم الثلاثة الذين يديرون الآن الشركات العائلية وابنته.
النهضة نيوز_ ترجمة خاصة