يتنقلون خفية ويفضلون البقاء في منازلهم: سياسيو لبنان يهربون إلى العزلة

يتنقلون خفية ويفضلون البقاء في منازلهم: سياسيو لبنان يهربون إلى العزلة

سلطت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الضوء على سلوك سياسيو لبنان بعد التغيرات التي أعقبت الانتفاضة الشعبية وانفجار مرفأ بيروت، وتصاعد الغضب الشعبي على الأداء الحكومي، ونشرت الصحيفة صباح اليوم الثلاثاء تقريراً قالت فيه أن السياسيين في لبنان قلصوا تحركاتهم إلى الحد الأدنى، وذلك بعد قيام بعض النشطاء بملاحقتهم في الأماكن العامة، إلى جانب تحذيرات تلقوها بإمكانية عودة عمليات الاغتيال.

ووفقاً للتقرير الذي نشرته الشرق الأوسط، فإن المسؤولين حصروا تنقلاتهم في حدودها الدنيا، خصوصاً بعد تقديرات أمنية بعودة سيناريو الاغتيالات.

وبحسب الصحيفة السعودية، فإن المسؤولين الذين اعتقدوا بأنه بإمكانهم استعادة حياتهم الطبيعة بعد تراجع الزخم الشعبي للحراك، فوجئوا بملاحقتهم المستمرة من النشطاء في المطاعم والأماكن العامة وصولاً إلى منازلهم.

وقد شهد الأسبوع الماضي محاصرة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أثناء مشاركته بمحاضرة مغلقة في بيروت، وكان سلامة برفقة الوزير السابق محمد شقير عندما تعرضا للحصار من قبل المتظاهرين والنشطاء، ما تطلب الأمر استدعاء رجال الشرطة لتأمين خروجهما.

فضلاً عن ذلك، حاولت مجموعة شبابية أخرى مداهمة عشاء كانت تحضره زوجة رياض سلامة، وأيضاً، تعرض منزل وزير الاقتصاد راوول نعمة لتظاهرة فردية، وتعرض عدد من النشطاء لأحمد الحريري وهو أمين عام تيار المستقبل أثناء تواجده في أحد المطاعم.

ووفقاً لتقرير الصحيفة السعودية، فإن السياسيين في لبنان أصبحوا يفضلون البقاء في منازلهم عوضاً عن مواجهة المضايقات والملاحقات من قبل النشطاء.

واستضافت معدة التقرير النائب آلان عون، الذي أوضح أن القصة بالنسبة لديه، هو أنه اختار البقاء في منزله واعتزال الميادين والساحات، وذلك تعاطفاً مع رغبة الجمهور.

ووفقاً لعون فإن الضغوط لا تقتصر على السياسي إنما تطال عائلته أيضاً، حيث العائلة خاسرة في كل الحالات، فهو لا يمتلك الوقت للجلوس معهم في الوضع الطبيعي، وفي فترة الاحتجاجات أصبحت العائلة وسيلة للضغط على السياسي.

وهنا يوضح الناشط السياسي لوسيان أبو رجيلي أن التعرض لعائلات السياسيين دافعه عدم القدرة للوصول إلى المسؤول نفسه، فالعائلة وسيلة لتوصيل الصوت بشكل سلمي.

وخلص التقرير إلى أن السياسيين اليوم أصبحوا يحسبون حساباً كبيراً لتصرفاتهم ولخروجهم من منازلهم، حيث أصبحت الحماية من ضرورات الحياة، فيما رأى آخرين إلى أن رؤساء الأحزاب صاروا يفضلون البقاء في منازلهم عوضاً عن مواجهة الجمهور.