نقلت صحيفة الجمهورية عن مصادر في قصر بعبدا أن الرئيس ميشال عون ينتظر زيارة الرئيس المعني بالتشكيل الحكومي سعد الحريري، بانفتاح على كل ما يؤدي الى التسريع بولادة الحكومة بعدما وجه إليه الدعوة احد كبار مسؤولي القصر بعد ظهر السبت الماضي.
كما أكدت المصادر أن ملف التشكيل ليس جامدا وحركة الاتصالات تتحرك على غير صعيد ولكن لا شيء ملموساً حتى الآن وثمة أفكار كثيرة يجري تبادلها بين بعبدا وبيت الوسط.
وأشار إلى أن الحريري ليس وحده الرافض منح الثلث المعطل لرئيس الجمهورية وفريقه السياسي بل انّ هذا الرفض يشاركه فيه معظم المكونات المرشحة للمشاركة في الحكومة.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط في وقت سابق نقلا عن مصادر سياسية بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلف خلية الأزمة التي شكلها، بمواكبة الاتصالات مع الأطراف السياسية الرئيسة، لإزالة العقبات التي تؤخر ولادة الحكومة، والاستفسار منها عن الأسباب الكامنة وراء عدم التزامها.
وتعهدت الخلية بخريطة الطريق الفرنسية لإنقاذ لبنان، وأكدت أنها تلازمت مع اتصالات مماثلة تولتها قيادة "حزب الله" لحث عون وصهره على الإسراع بتأليف الحكومة.
ولفتت المصادر السياسية إلى أن أعضاء في خلية الأزمة الفرنسية أن الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل، بينا عدم اعتراضهما على تخليهما عن الثلث الضامن، مقابل إسناد الداخلية والعدل إلى فريقهما السياسي، وقالت بأن هؤلاء الأعضاء نقلوا اقتراح عون إلى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري الذي بادر إلى رفضه، بذريعة أنه يشكل التفافاً على المبادرة الفرنسية، ويفتح الباب أمام تمثيل الانتماءات السياسية في الحكومة، كما طالب عون في اقتراحه المتكامل الذي طرحه عليه رداً على التشكيلة الوزارية المؤلفة من 18 وزيراً حملها معه إلى بعبدا في لقائه الأخير برئيس الجمهورية.
وأكدت المصادر أن قيادة "حزب الله" كانت قد بادرت إلى التحرك بقيام المعاون السياسي لأمينه العام حسين خليل بزيارة بعبدا للقاء عون، بينما تواصل باسيل مع حسن نصر الله، في اتصال أجراه أثناء اجتماعه بمسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا.
وعلمت "الشرق الأوسط" أن عون وباسيل، أبديا استعدادهما لحزب الله تسهيل تأليف الحكومة شرط موافقة الحريري على التسليم لهما بالداخلية والعدل، وهذا ما دفع الأخير إلى تجديد رفضه لاقتراح عون باعتبار أنه ينطوي على "هدية ملغومة" أصر على إعادتها إلى صاحبها.
وقالت المصادر بأن "حزب الله" تولى نقل اقتراح عون وبطلب من باسيل إلى من يعنيهم الأمر، من دون أن يبدي رأيه فيه، ما عدا أنه كان قد أبلغهما بأن لا مبرر لحصولهما على الثلث الضامن إلا إذا كانت ثقته بحليفه - أي الحزب - مفقودة، مع أنهما يعرفان جيداً بأنه لن يتخلى عنهما في الشدائد كما في السابق.
وذكرت الصحيفة، أن "حزب الله" طمأن عون وباسيل بأن وقوفه إلى جانبهما لا يبرر تمسكهما بالثلث الضامن؛ خصوصاً أن الحزب يحثهما على تسهيل تشكيل الحكومة.