يبدو أن مشهد عطلة الأعياد سيخيم على ملف التشكيل الحكومي، وهو ما أشارت إليه بعض المصادر الإعلامية من غياب الرئيس المكلف بالتشكيل سعد الحريري حتى مطلع العام القادم، بعدما اعتبر أنه أدى ما عليه وفق الدستور، وقدم تشكيلة حكومية الى رئيس الجمهورية ميشال عون.
التقديم للحقائب جاء دون أن يأخذ الحريري بملاحظات الرئيس عون على توزيع بعض الحقائب وربما بعض الاسماء المقترحة، وهو الأمر المخالف للدستور.
فلا حكومة من دون توافق الرئيسين، ولا مراسيم لإصدارها من دون توقيع رئيس الجمهورية، وهذا أمر يعرفه الحريري وصرّح عنه علناً اكثر من مرة، لسبب في نفسه لا يعلمه إلا هو والمقيمون في بيت الوسط.
فرنسا الغائب كل هذه الفترة عن مشاورات التشكيل بعد أن طرحت مبادرتها وحددت مهلة التشكيل على استعداد لاستقبال و حتى انها استقبلت وانتهت الرئيس المكلف بالتشكيل سعد الحريري الذي قرر إمضاء عطلة الأعياد مع عائلته هناك، وفق المعلومات المترددة.
لكن فرنسا صاحبة "مبادرة الإنقاذ"، ورئيسها إيمانويل ماكرون هو صاحب ورقة التفاهم في قصر الصنوبر بين الاطراف السياسية اللبنانية، والكل أعلن موافقته عليها ولو اختلفت تفسيرات بعض بنودها، ويُعلّق عليها الاهمية لإصلاح أحوال البلاد، وكأن السياسيين والمسؤولين والخبراء في لبنان يفتقرون الى وضع رؤى إصلاحية. لكن يبدو انهم لا يريدون.
ومن الطبيعي أن يذهب الظن نحو احتمال ان يلتقي الحريري الرئيس ماكرون، بعدما شفي الاخير من فيروس كورونا وسيمارس نشاطه خلال ايام قليلة. وسيشكو له، ما يعرفه ماكرون، تنكر القوى السياسية لورقة قصر الصنوبر وللإتفاق حول تركيبة الحكومة "الإصلاحية الاختصاصية"، ويبحث معه سبل الخروج من المأزق السياسي الحكومي، وحصيلة اتصالات الرئيس الفرنسي بالجانب الاميركي، الذي قيل أنه يُعرقل تشكيل الحكومة بسبب شروطه الصارمة، ولا سيما شرط عدم إشراك من يقترحه حزب الله للتوزير، وعدم قدرة الحريري على تخطي هذا الشرط. بينما يقول مقربون من الحريري ان إيران وحلفاءها لا يريدون حكومة.
وبين الأخذ والرد وما يريده كل طرف معني بولادة لبنان الجديد وخلاصه يبقى لبنان معلقاً كنجمة الميلاد على شجرة الأمل ينتظر قيام المسيح من جديد ويتلو آيات الله القرآنية لخلاصه من مستنقع الضياع الذي يعيشه.
المصدر: ليبانون فايلز