ليليان شعيتو.. من ضحية انفجار المرفأ إلى قضية رأي عام

تقارير وحوارات

ليليان شعيتو.. من ضحية انفجار المرفأ إلى قضية رأي عام

ياقوت دندشي

3 كانون الثاني 2021 10:04

ساعاتٌ قليلة كانت كفيلة بتحويل قصة إحدى ضحايا انفجار مرفأ بيروت إلى قضية رأي عام.

الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي كثفوا على هاشتاغ #ليليان بحاجة لابنها، تغريداتهم المتعاطفة مع السيدة ليليان شعيتو التي ترقد في حالة غيبوبة في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت جراء تعرضها لإصابةٍ بليغة في الرأس أثناء وجودها في إحد المولات، وطالبوا المعنيين بالعمل على لمّ شمل الأم وابنها الرضيع انطلاقاً من حقها الطبيعي في الشعور بوجوده قربها وسماع صوته على أمل أن يحفّزها ذلك على التمسك بالحياة.

بحسب رواية عائلة ليليان فقد رفضت عائلة زوجها السماح بإحضار طفلها لزيارتها في المستشفى، كما حرموهم من رؤيته فيما ينوي الوالد أخذه معه خارج لبنان حيث يعمل في أفريقيا.

في حين أكدت عائلة الزوج أنّ السبب في ذلك هو إجراءات كورونا المتبعة في المستشفى وخوفاً من أن يلتقط الطفل عدوى كوفيد19، وفي اتصال مع الإعلامي جو معلوف الذي أخذ على عاتقه مناصرة قضية ليليان، نفى الزوج نيّته إخراج الطفل من لبنان والمزاعم التي تقول إنه يرفض إرساله لزيارة والدته في المستشفى، وهو ما يتعارض مع حقيقة أنه استصدر لطفله جواز سفر حديثاً.

من جهتها نفت شقيقة الزوج كل تلك المزاعم وأكدت أن كل ما يقال هو تضخيم إعلامي وناتج عن تهويل مواقع التواصل التي تتناقل الإشاعة دون تحرّي صحّتها. مضيفةً أن شقيقها يحب زوجته كثيراً وأنه لم يغادر لبنان إلا ليستأنف عمله وبالتالي يتمكن من شراء دواء مطلوب لشفاء ليليان غير موجود في لبنان.

المفارقة أن والدة الزوج أظهرت تناقضاً وغموضاً في اتصال مع قناة الجديد، حيث نفت بدورها المزاعم المذكورة، لكن كلامها تضمن في سياقه فوقية في التعامل مع عائلة ليليان، حيث أقرّت أنها تفضل أن يزوره أهل كنّتها في منزلهم لأنهم يقيمون في منطقة سكنية فقيرة بالمقارنة مع منطقتهم ولا يناسبهم أن يتربى حفيدهم في مكان بهذا المستوى.

لكن الضغط الشعبي والحقوقي لم يذهب سدىً، فقد أصدرت المحكمة الشرعية الجعفرية العليا قرارًا بمنع سفر الطفل، وتسليمه إلى جدّته لوالدته أربع ساعات يوميًا بهدف تقريبه من أمّه التي أبدت تجاوباً حسّيا نوعياً بالنسبة إلى خطورة إصابتها التي لم يتوقع الأطباء أن تنجو منها أبداً. فهي الآن في مرحلة الوعي الأدنى الذي عادة ما يتبعه الاستفاقة من الغيبوبة، ويمكنها أن ترى ووتفاعل بنظراتها وأن تشعر لكن دون إمكانية التأكد من قدرتها على التعرف على الاشخاص.

وبحسب المحكمة فقد تقرّر "إبلاغ سائر الأجهزة الأمنية والقضائية وجميع المحاكم الشرعية الجعفرية في لبنان ريثما يصار إلى إجراء اللازم وفقًا للشرع والقانون، وذلك بعد أن تواصل المفتش العام للمحاكم الشرعية الجعفرية القاضي حسن الشامي والنائب العام فيها القاضي بلال وزني مع رئيس المحكمة العليا الشيخ محمد كنعان".

هذا القرار دفع الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الاحتفاء بانتصار الأمومة وحق ليليان في الشعور بدفء رضيعها بقربها، على أمل أن تستفيق تماماً وتعود إليه.

النهضة نيوز _ خاص