دراسة جديدة تدرس تأثير الكمامات على قدرة الطفل على التواصل وتفسير مشاعر الآخرين

دراسة جديدة تدرس تأثير الكمامات على قدرة الطفل على التواصل وتفسير مشاعر الآخرين

في خضم أحد أسوأ الأوبئة في التاريخ الحديث، يتبع العديد من الأشخاص توصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية لارتداء أغطية الوجه في الأماكن العامة للمساعدة في إبطاء انتشار فيروس كورونا، حققت دراسة جديدة من جامعة واشنطن ماديسون في كيفية تأثير أقنعة الوجه على قدرة الطفل على التواصل وتفسير مشاعر الآخرين.

وكتب مؤلفو الدراسة: "ما يثير قلق الآباء والمعلمين بشكل خاص هو كيفية تأثير ارتداء الأقنعة على التفاعلات الاجتماعية للأطفال، ففي حين أن الكثير من الأبحاث قد وثقت كيف يستنتج الأطفال العواطف من عوامل الوجه وكيف تتنبأ هذه القدرة بالكفاءة الاجتماعية والأكاديمية للأطفال، إلا أنه من غير المؤكد كيف يستنتج الأطفال هذه الاستنتاجات عندما يتم حجب جزء من الوجه بواسطة قناع، تستكشف الدراسة الحالية كيف يستخلص الأطفال استنتاجات عاطفية من وجوه مغطاة جزئياً بأقنعة جراحية، وعلى سبيل المقارنة، نظارات شمسية".

قرر الباحثون أن استخدام أغطية الوجه لا يمنع دائماً الأطفال من التعرف على تعابير الوجه، على الرغم من حقيقة أن العديد من الإشارات غير اللفظية لم تعد مرئية.

وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية آشلي روبا: "لدينا الآن هذا الموقف حيث يتعين على البالغين والأطفال التفاعل طوال الوقت مع الأشخاص الذين تغطى وجوههم جزئياً، ويتساءل الكثير من البالغين عما إذا كان ذلك سيشكل مشكلة في النمو العاطفي للأطفال".

عُرض على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 13 عاماً صوراً لوجوه تظهر الحزن أو الغضب أو الخوف، وكانت الوجوه إما مغطاة بقناع جراحي أو بنظارات شمسية، حدد الأطفال بشكل صحيح الحزن في حوالي 28 بالمائة من الحالات، والغضب 27 بالمائة من الحالات، والخوف في 18 بالمائة. 

وأكد الباحثون أنه ليس من المستغرب أن الأمر كان أصعب مع تغطية أجزاء من الوجه، ولكن حتى مع وجود قناع يغطي الأنف والفم، كان الأطفال قادرين على التعرف على هذه المشاعر بمعدل أفضل من الصدفة.

تعكس النتائج الاختلافات في طريقة نقل المعلومات العاطفية عن طريق الوجه، على سبيل المثال، جعلت النظارات الشمسية من الصعب التعرف على الغضب والخوف، مما يشير إلى أن العينين والحاجبين مهمان لتعبيرات الوجه، وكان الخوف أيضاً أكثر المشاعر تعقيداً عند الأطفال للتعرف عليها من وراء الكمامة. 

تشير النتائج إلى أنه إذا كان أداء الأطفال أفضل من الصدفة في التعرف على المشاعر التي تخفيها الكمامات، فمن المحتمل أن يكونوا أفضل في مواقف الحياة الواقعية.