اكتشف العلماء أن البكتيريا الزرقاء، المعروفة أيضًا باسم الطحالب الخضراء المزرقة، قد يكون لها الكثير من القواسم المشتركة مع الكائنات الحية التي غيرت الكوكب بشكل أساسي منذ مليارات السنين.
البكتيريا الزرقاء هي كائنات حية وحيدة الخلية تعمل بالتمثيل الضوئي ويمكن العثور عليها في أي مسطح مائي كبير تقريباً، منذ أكثر من ملياري سنة، لعبت هذه الكائنات المجهرية دوراً رئيسياً في تاريخ الحياة على الأرض خلال فترة عُرفت باسم حدث الأكسدة العظيم، ففي ذلك الوقت، أنتجت البكتيريا الزرقاء طفرة شديدة في غاز الأكسجين في جميع أنحاء المحيط الضحل.
وقالت سارة هيرلي، كبيرة الباحثين في الدراسة: "نرى هذا التحول الكلي في كيمياء المحيطات والغلاف الجوي ، والذي غير تطور الحياة أيضاً، أما اليوم، تحتاج جميع الحيوانات العليا إلى الأكسجين للبقاء على قيد الحياة."
بقيت بداية البكتيريا الزرقاء لغزاً للعلماء، أين عاشت، أو ما دفعها إلى تزويد المحيط بالأكسجين فجأة وبشكل كبير.
لكن الآن، بدأت هيرلي وزملاؤها في كشف هذا اللغز، فبعد تحليل دراسات البكتيريا الزرقاء التي تحدث بشكل طبيعي والمعدلة وراثياً، اقترح الباحثون أن هذه الميكروبات القديمة ربما طفت بحرية في محيط مفتوح وتشبه شكلاً حديثاً من أشكال الحياة يسمى "السيانوبكتيريا".
وفقاً للباحثين، فإن دراسة هذه الكائنات الحية الدقيقة القديمة توفر نافذة على وقت كانت فيه الكائنات وحيدة الخلية تحكم الأرض.
وقال البروفيسور جيفري كاميرون، مؤلف مشارك في الدراسة: "منحنا هذا البحث فرصة فريدة لتشكيل واختبار فرضيات لما قد تبدو عليه الأرض القديمة، وما يمكن أن تكون عليه هذه الكائنات القديمة".
وأشار هيرلي إلى أن البكتيريا الزرقاء تنتج حالياً حوالي ربع الأكسجين الذي يأتي من محيطات العالم، وقال : "نعتقد أن البكتيريا الزرقاء كانت موجودة منذ مليارات السنين، الآن، يمكننا معرفة ما كانوا يفعلونه وأين كانوا يعيشون في ذلك الوقت لأن لدينا سجل من التمثيل الغذائي الخاص بهم."