العلوم

دراسة جديدة تكشف اختفاء أنواع المخلوقات المحلية في المتوسط

10 كانون الثاني 2021 10:19

وجدت دراسة جديدة من جامعة فيينا أن معظم الأنواع المحلية تختفي محلياً من المنطقة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، وفي الوقت نفسه، تزدهر الأنواع الاستوائية غير الأصلية.

على طول ساحل فلسطين، وهي واحدة من أكثر مناطق البحر الأبيض المتوسط ​​دفئاً، تقترب معظم الأنواع البحرية تدريجياً من حدود تحملها للحرارة، تظهر الدراسة أن درجات الحرارة المرتفعة قد تجاوزت الآن عتبة الحرارة المسموح بها، حيث ارتفعت إلى ما هو أبعد مما يمكن للأنواع المحلية التعامل معه.

ركز التحقيق، الذي قاده باولو ألبانو، على الانقراض المحلي للرخويات، بما في ذلك القواقع والمحار وبلح البحر، استناداً إلى الأصداف الفارغة التي تراكمت عبر قاع البحر، وأعاد الباحثون بناء تنوع الأنواع التاريخية على الساحل الفلسطيني.

وكشفت الدراسة أن الموائل الضحلة في أعماق البحر كانت الأكثر تأثراً بالاحتباس الحراري، وهناك، لم يتمكن الباحثون من العثور على مخلوقات على قيد الحياة إلا بنسبة 95 % من الأنواع التي وجدت أصدافها في الرواسب.

تشير نتائج التحليل إلى أن معظم حالات الانقراض المحلية حدثت في العقود القليلة الماضية، وعلاوة على ذلك، فإن معظم الرخويات التي وجدت حية لم تعد قادرة على النمو بما يكفي للتكاثر، وقال الخبراء إن هذه علامة واضحة على استمرار انهيار التنوع البيولوجي.

من جهة أخرى، تعد المياه الدافئة في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​موائل مناسبة جداً للأنواع الاستوائية التي تصل من قناة السويس، ويمكن العثور على هذه الحيوانات في أعداد كبيرة من وأفرادها مناسبة تماماً للتكاثر في ظل درجات الحرارة الحالية.

وأوضح الباحثون: "بالنسبة لأي شخص اعتاد الغطس أو الغوص في البحر الأبيض المتوسط، فإن سيناريو ما تحت الماء في فلسطين لا يمكن التعرف عليه، فالأنواع الأكثر شيوعاً مفقودة، بينما الأنواع الاستوائية موجودة في كل مكان".

مع استمرار درجات الحرارة في البحر الأبيض المتوسط ​​في الارتفاع، وبغض النظر عن مقدار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المحدودة اليوم، يبدو أن انهيار التنوع البيولوجي سيستمر في الانتشار إلى الغرب وسيشتد، كما ستستمر الكائنات المدية، الأكثر تكيفاً مع درجات الحرارة العالية، في البقاء والانتشار. 

وقال ألبانو: "لكن المستقبل قاتم ما لم نتحرك على الفور لتقليل انبعاثات الكربون وحماية الموائل البحرية من الضغوط الأخرى التي تسهم في فقدان التنوع البيولوجي، فالتغييرات التي حدثت بالفعل في المناطق الأكثر دفئاً في البحر الأبيض المتوسط ​​قد لا يمكن عكسها، لكننا سنكون قادرين على إنقاذ أجزاء كبيرة من بقية الحوض."