توقيف المعارض أليكسي نافالني من قبل السلطات الروسية لدى وصوله موسكو

توقيف المعارض أليكسي نافالني من قبل السلطات الروسية لدى وصوله موسكو توقيف المعارض أليكسي نافالني من قبل السلطات الروسية لدى وصوله موسكو

تنفيذاً لأمر قضائي سابق صدر بحقه بتهمة الاحتيال، أوقفت سلطات إنفاذ القانون الروسية المعارض أليكسي نافالني لدى وصوله إلى مطار "شيريميتفو" من ألمانيا.


وأشار بيان لمصلحة هيئة إنفاذ القانون الروسية، أنه "تم إيقاف المواطن نافالني بناء على قرار صادر في ديسمبر 2020، من قبل الهيئة، والذي بموجبه تم وضع نافالني على قائمة المطلوبين لارتكابه انتهاكات منهجية لظروف الإفراج المشروط، مع أمر باتخاذ الإجراءات لإقافه عند تحديد مكان وجوده".

وفي التفاصيل ذكرت مصادر مطلعة، إلى أن رحلة طائرة نافالني كان من المفروض أن تهبط في مطار (فنوكوفو) إلى أنه تم تحويلها إلى (شيريميتفو) بسبب درجة الحرارة المنخفضة وعدم جاهزية مدرج الطائرات لهبوط الطائرة في (فنوكوفو)، وتم إيقاف نافالني دون تحديد باقي الإجراءات المتبعة تاركين الأمر للقضاء الروسي.

وقامت قوات الأمن الخاص والشرطة بتفريق حشود من أنصار المعارض الروسي وأخرين قدموا لمراقبة وصول نافالني قادما من ألمانيا.

وأعلن نافالني عن نيته العودة إلى روسيا، على الرغم من أن السلطات أكدت نيتها توقيفه لدى وصوله البلاد بسبب انتهاكه شروط وقف تنفيذ عقوبة السجن الصادرة بحقه سابقا بتهمة الاحتيال.

وسبق أن توقع أن يعود السياسي المعارض الروسي أليكسي نافالني إلى العاصمة الروسية موسكو مساء اليوم الأحد، وذلك بعد مرور قرابة خمسة أشهر من تعرضه للتسمم، والتي اتهم فيها وكالة المخابرات الروسية والأمن الفيدرالي الروسي، مما جعله يقاتل من أجل إنقاذ حياته في ألمانيا.

والجدير بالذكر أن عودة نافالني إلى روسيا تمثل تحدياً مباشراً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والكرملين، الذي سعى لإبقاء زعيم المعارضة في المنفى من خلال تهديده بشكل غير مباشر بالملاحقة القضائية والسجن إذا ما عاد إلى روسيا.

وكان من المتوقع أن يصل نافالني في مطار فنوكوفو بموسكو في تمام الساعة 4:20 مساء اليوم بتوقيت جرينتش على متن رحلة متجهة إلى موسكو من العاصمة الألمانية برلين، حيث كان يتعافى جراء إصابته بالتسمم منذ شهر أغسطس الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنه من المحتمل أن يتم احتجازه لدى وصوله، فقد قالت خدمة السجون في موسكو أن لديها أوامر باحتجاز نافالني بسبب انتهاكات الإفراج المشروط التي قد تؤدي إلى السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات ونصف، كما وتقول لجنة التحقيق أنها ستحقق معه بتهمة الاحتيال الجماعي في قضية منفصلة، والتي قد يسجن على إثرها لمدة 10 سنوات أيضاً.

وتجدر الإشارة إلى أن نافالني قد دعا في منشور كتبه على الإنترنت في وقت سابق من هذا الأسبوع أنصاره لمقابلته في المطار، حيث قال: "لم تكن مسألة العودة أو عدم العودة مطروحة أمامي".

في حين قالت الشرطة الروسية أنها قد بدأت في اعتقال مؤيديه الذين يسافرون إلى موسكو لتخطيطهم لتنظيم مسيرة "غير قانونية". بينما قال المطار أنه لا يمكنه استضافة أحداث جماعية بسبب جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد.

والجدير بالذكر أنه لمن المرجح أن يسعى الكرملين إلى الانتقام من تحقيق بيلنجكات الذي تعقب فريق وكالة الأمن الفيدرالي الروسي الذي ظل يلاحق نافالني حول روسيا لسنوات طويلة، وذلك بعد انتزع نافالني نفسه اعترافا عبر الهاتف من أحد الرجال الذين شاركوا في العملية.

وكانت هذه الاكتشافات محرجة للغاية للكرملين، حيث وصف الرئيس بوتين التقرير بأنه "مزور"، متهماً نافالني لتلقي الدعم من وكالات المخابرات الغربية.

كما ورفض المحققون الروس فتح قضية جنائية بشأن تسميم نافالني، قائلين أنه لا يوجد دليل ملموس حول الظروف التي تشير إلى علامات تسممه على يد وكالة الأمن الفيدرالي الروسي حسب ادعاءاته.

ونقل المعارض الروسي في الـ20 من أغسطس الماضي، في حالة غيبوبة إلى مستشفى في مدينة أومسك الروسية، بعد أن تدهورت صحته فجأة عندما كان على متن طائرة متوجهة من مدينة تومسك إلى موسكو.

وبعد عدة أيام، وافقت الحكومة الروسية بطلب من عائلة نافالني، على نقله إلى ألمانيا، وأعلنت برلين لاحقا عن اكتشاف أدلة تؤكد أن المعارض تعرض للتسميم باستخدام مادة "نوفيتشوك".

واتهمت موسكو برلين على مدى أشهر برفض التعاون بالتحقيق في قضية التسميم المزعوم، فيما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجهزة استخبارات أجنبية بفبركة القضية.