أوضح سفير لبنان الأسبق في واشنطن الدكتور رياض طبارة، أنه لن يكون هناك تغييرا في السياسة الأمريكية الجديدة تجاه لبنان، مبينا أن المساعدات ستكون للشعب وليست للحكومة اللبنانية.
وقال طبارة اليوم السبت في حديث خاص ل"سبوتنيك"، أن أمريكا تطالب بتسريع تأليف الحكومة، وسياسة أمريكا الجديدة تجاه لبنان تنبع من مصلحتها بألا ينهار لبنان، لأن الانهيار له عواقب على السياسة الأمريكية نفسها، أولاً ترسيم الحدود البحرية المهتمين فيها بشكل كبير، ولتوقيع اتفاق من هذا النوع يجب أن يكون هناك حكومة، وأعتقد أن انهيار لبنان يعني أنه سينتج عنه حرب مع إسرائيل والأمريكي مهتم بالتركيز على عملية السلام، لذلك لا أعتقد أن السياسة الأمريكية ستتغير، هذه هي الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية".
وأضاف: "الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر نفسها قسماً من المبادرة الفرنسية، الرأس الحربي الفرنسي، والقوة الضاربة هي أمريكا، بمعنى أن لديها إمكانية فرض العقوبات الفعالة، وهم يطالبون بتأليف حكومة فاعلة وذات مصداقية لكي يتعاملوا معها، وأعتقد أن كل الجهد الفرنسي والأمريكي هو لعدم انهيار لبنان لأنه أيضاً من مصلحة فرنسا عدم انهيار لبنان، لدينا مليوني لاجئ إذا انهار لبنان سيذهبون إلى أوروبا وهذا هو التخوف الأوروبي منذ زمن، وفرنسا تعتبر نفسها أمنا الحنونة ولذلك تعمل لمنع انهيار لبنان".
وأكد طبارة أن العقوبات موضوعة على الطاولة وستستعمل إذا حدثت أي تعقيدات تنفع العقوبات في حلها، وأنها ستكون مقررة لسبب معين وتوقيت معين، ولذلك لا أحد يعرف إذا كانوا سيضعون عقوبات جديدة على أشخاص، هذا الأمر يقرر في وزارتي الخزانة والخارجية.
وسبق أن أفادت وسائل إعلام لبنانية بتوجه رئيس حكومة لبنان المكلف سعد الحريري، إلى مصر، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويجري محادثات مع المسؤولين تتناول المستجدات العامة في لبنان والمنطقة.
وكشفت المصادر أن الحريري سيلتقي أيضا خلال زيارته القاهرة، وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون تسلم أمس رسالة خطية من الرئيس المصري، عبر السفير المصري لدى لبنان، تضمنت رغبة مصر بإعادة ترشيح أبو الغيط أمينا عاما لجامعة الدول العربية لولاية جديدة.
وفي السياق غرد الاعلامي سالم زهران عبر حسابه على تويتر قائلاً: الرئيس ميشال عون إستقبل اليوم سفير مصر في لبنان، وغداً يغادر الرئيس المكلف سعد الحريري إلى القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.. فهل تدخل مصر على تفاصيل الملف اللبناني من بوابة تشكيل الحكومة؟.
وسبق أن أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن الرئيس ميشال عون تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وتداول معه في الأوضاع الراهنة وما آل إليه مسار تشكيل الحكومة العتيدة.
وبينت رئاسة الجمهورية أن الرئيس الفرنسي جدد للرئيس عون التأكيد على وقوف بلاده الى جانب لبنان في الظروف الراهنة التي يمر بها، ومساعدته في مختلف المجالات لا سيما في ما يتعلّق بالملف الحكومي.
بدوره شكر الرئيس عون نظيره الفرنسي ماكرون على مواقفه الداعمة للبنان وحرصه على تعزيز العلاقات اللبنانية-الفرنسية وتطويرها في المجالات كافة، منوها خصوصا بالمبادرة الرئاسية الفرنسية المتعلقة بالمسألة الحكومية، ومجددا الترحيب بزيارة الرئيس ماكرون للبنان.
وكانت قد كشفت مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ"الجمهورية"، أنّ المستويات الرسمية الفرنسية باتت ترى الملف اللبناني في هذه الفترة، باعتباره أولوية جديّة، مشيرة إلى أنّ زيارة ماكرون إلى بيروت، ستكون مختلفة عن سابقتيها، وخصوصاً لناحية الإشراف المباشر على وضع الآلية التنفيذية للمبادرة الفرنسية موضع التنفيذ العملي، التي يقع في بندها الأول تشكيل حكومة المهمّة.
وقالت المصادر إن موعد زيارة ماكرون لم يتحدد بعد، معتبرة أن حراجة الملف اللبناني تفترض الّا تتأخّر هذه الزيارة بضعة اسابيع.
ولفتت المصادر إلى أنّ ما أشار إليه الرئيس الفرنسي حول التحقّق من أمور أساسية، مرتبط بالتحضيرات التمهيدية لهذه الزيارة، سواء في باريس او مع الجانب اللبناني، علماً انّ حركة الاتصالات الفرنسية مع القادة اللبنانيين لم تنقطع حتى ما قبل أيام قليلة.
وحول تصريحات وزارة الخارجية الفرنسية الأخيرة، قالت المصادر إن ذلك يشكّل إشارة فرنسية إلى أنّ الملف اللبناني موضوع على نار فرنسية حامية، مضيفة أنها لاتستبعد أن تسبق زيارة ماكرون إلى بيروت، زيارة تمهيدية يقوم بها وزير الخارجية ال فرنسية جان إيف لودريان.