في المضمون لم يكن الا تراجعًا لخطوات الى الوراء

أخبار لبنان

مصادر متابعة لملف التأليف الحكومي: لقاء الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري لم يكن إلا تراجعا لخطوات إلى الوراء

12 شباط 2021 20:37

أكدت مصادر متابعة لملف التأليف الحكومي في لبنان أن لقاء الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في الشكل إيجابي ويعتبر خطوة إلى الأمام كونه حصل بعد طول انقطاع وسلبية، لكنه في المضمون لم يكن الا تراجعًا لخطوات الى الوراء. 

وبينت المصادر أن الرئيس سعد الحريري لم يقدّم جديدا للرئيس ميشال عون في جانب التأليف الحكومي في لبنان. 

أما بالنسبة لعدد الوزراء في الحكومة كشفت ذات المصادر أن الرئيس سعد الحريري لم يناقش الأمر مع رئيس الجمهورية الذي يريد حكومة من 20 وزيرا ، حيث أبلغه الحريري كما أعلن أنه متمسك بحكومة من 18 وزيرا. 

وأشارت المصادر إلى أنه بقيت عقدتا وزارتي الدّاخلية والعدل اللتين يطالب بهما كل من الرئيسين عون والحريري على حالهما ، حيث تمسّك الأخير بهما ، ولم يتم البحث عن حلّ وسط يرضي الطرفين. 

أما في موضوع الأسماء، فقد وافق الرئيس المعني بالتشكيل الحكومي سعد الحريري على تسمية الرئيس ميشال عون لوزرائه. 

كما لم يُحدث لقاء ماكرون ـ الحريري فرقا إيجابيا في المضمون الحكومي، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام ولا سيّما أنّ سعد الحريري تعاطى على قاعدة "هذا ما لدي واصطفلوا". 

وكانت قد أكدت جريدة الأخبار في عددها اليوم أن الفرنسيين لم يقدموا مبادرة جديدة، وأن الحريري الذي عاد ليلاً إلى بيروت لم يحمِل معه ما يُمكن التعويل عليه في ملف الحكومة.

فهو قبل عودته، سرّب للبعض بأن «ماكرون كانَ ودوداً جداً معه وأنه يؤيّد موقفه لجهة رفضه حصول أي من الأطراف على الثلث المعطّل داخل الحكومة، كما يلاقي إصراره على حكومة من 18 وزيراً لا عشرين»، الأمر الذي قابله الكثير مِن علامات الاستفهام عند الأفرقاء السياسيين الذين سجلوا بعض النقاط للتشكيك بهذا الجو.

ورأت مصادر بعبدا أن «باريس لا تريد أن تعطي إشارة بأنها تقف ضد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون»، معتبرة أن «الفرنسيين يتمسكون بمبادرتهم، لكنهم يعرفون حقّ المعرفة بأن لا أمل بنجاحها من خلال تغليب طرف على آخر».

وأشارت المصادر إلى أن «باريس لم تعُد تدخل في التفاصيل كما يقال، لجهة تدخلها بالأسماء أو توزيع الحقائب، لذا هي تريد إنجاح المبادرة من خلال تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وذلك على قاعدة التوفيق بين مصالحها ومصلحة لبنان»، وهي باتت مقتنعة بأن «ما يجِب إنقاذه هو لبنان وأن مبادرتها هي وسيلة للإنقاذ».

وأكدت المصادر أن «بعبدا لم تتلقّ أي اتصال حتى الآن، ونحن بانتظار الخطوات التي سيقوم بها الحريري لاحقاً».

على حين اعتبرت أوساط سياسية أن مشكلة الحريري الأساسية تتمثل في عاملين أساسيين هما عدم وضوح الموقف السعودي من الأزمة، وموقف رئيس الجمهورية ورئيس تكتل «لبنان القوي» الوزير جبران باسيل. فحتى لو تجاوزت الرياض كل التطورات الإقليمية والتصعيد في المنطقة ولا سيما في اليمن، وأعطت الضوء الأخضر للحريري للسير في تأليف حكومة يُشارِك فيها حزب الله، فإنه لن ينجَح في ذلك، ما دام مصمماً على تجاهل مكوّن أساسي في المعادلة اللبنانية وهو الوزير باسيل، والالتفاف على الحق الدستوري لرئيس الجمهورية الذي يؤكّد بأنه شريك في التأليف.