في ذكرى "الثورة المشؤومة".. سوريا الحلقة الذهبية ولا حرب أهلية في لبنان

تقارير وحوارات

في ذكرى "الثورة المشؤومة".. سوريا الحلقة الذهبية ولا حرب أهلية في لبنان

خديجة البزال

16 آذار 2021 18:41

تشهد المنطقة العربية عموما وسوريا خاصىة أوضاعاً وتطورات هامة في الذكرى العاشرة لما سمي "الثورة السورية" التي اقتحمت أمان شعب سوريا ومارست فيه كل أشكال القتل والتهجير القسري تنفيذاً لأجندات خارجية.

إلى أين وصل محور المقاومة في سوريا واليمن ولبنان وماذا نتج عن الربيع العربي المزعوم في "الذكرى المشؤومة" محاور ناقشها موقع "النهضة نيوز" مع الدكتور عبده اللقيس اختصاصي العلاقات الدولية.


ربيع سوريا


قال الدكتور اللقيس إن "العدوان الكوني على الدولة السورية كان يهدف بشكل أساسي إلى تحجيم و تقزيم الدور السوري وتفتيت الدولة السورية خدمة للأمريكي بالإثباتات الدامغة، فلم يخف على أحد أن رفض الرئيس السوري بشار الأسد الطلب الأمريكي على لسان وزير الخارجية الأسبق كولن باول بفك الارتباط مع محور المقاومة سببا بتوّعد الأمريكان له.

وهنا يشير اللقيس إلى أن انتصار لبنان في عدوان 2006 بجهود – حزب الله - تحديدا وبعض الشرفاء، رفع أسهم المقاومة في الشارع العربي ككل، وهذا ما جعل "قوى العدوان تتوجس الخوف من استمرار جذوة المقاومة إلى هذا المستوى في الشارع العربي لأن هذا سيؤدي إلى تحطيم كل آمالهم بإعادة استعمار المنطقة سواء مباشرة أو بالأسلوب المقنع غير المباشر.

مضيفاً، أنه "كان لابد من معاقبة لشعوب التي رفعت شعار المقاومة وأيدت المقاومة في لبنان. فتم تهيئة الظروف إلى ما سمي الربيع العربي بحجج واهية. في تونس والجزائر ومصر وليبيا مستخدمين شعارات "الدكتاتورية والظلم والبطالة وحقوق الإنسان والحيوان حتى يفككوا هذه الدول".

ويتابع اللقيس، " في سوريا استخدمت دول الاستعمار العامل الطائفي والمذهبي فكان الهجوم بشكل مركز على هذا الوتر حتى يتم قطع الحلقة الذهبية لمحور المقاومة كما أطلق عليها هذه الصفة المستشار الأعلى للإمام الخامنئي الدكتور علي ولايتي" هذا الهجوم الكوني على سوريا تم باستجلاب وزج الإرهابيين من أكثر من مئة دولة على حد تعبير الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كيمون".

واعتبر اللقيس، أنه كان لابد من تحطيم سوريا الدولة التي جعلت من محور المقاومة ذو قدرات كبيرة تمكن من خلالها من صد عدوان هائل جدا على سوريا بل على العراق أيضا الذي واجه قوات الاحتلال الأمريكي لتتم معاقبته بإرسال الإرهابيين إلى الداخل العراقي".

ولفت الدكتور اللقيس إلى دور الاتحاد الأوروبي أيضاً، الذي ساهم بشكل كبير في دفع الإرهابيين من دوله تجاه بلدان المنطقة في هذه سواء في سوريا والعراق ولبنان، منتقداً الرد من هذه الدول بأنه لم يكن على المستوى الاستراتيجي الذي يجب أن يكون عليه".

لبنان والربيع العربي

وفيما يتعلق بالأحداث التي تجري اليوم في لبنان، رأى الدكتور اللقيس أن ذلك هو "انعكاس لما يجري على الساحة الإقليمية والدولية وخاصة الأحداث المثيرة التي تهدد بنسف الكيان الوهابي الذي يستهدف اليمن الشقيق"، مشيراً إلى تطور القدرات الأمنية والعسكرية والإستراتيجية لقوات الجيش اليمني واللجان الشعبية "أنصار الله" التي باتت تهدد النظام الاستعماري الوهابي لأرض الحجاز ومكة" على حد تعبيره.

واعتبر اللقيس أن هناك علاقة بين الضغوط الممارسة على لبنان بتقدم المقامة اليمنية، قائلاً: " تهديد أمن النظام الوهابي في اليمن كان لابد من تنفيس الأوضاع في لبنان لأن هذا الكيان الوهابي الشقيق التوأم للكيان الصهيوني ولا يوجد له مكان آخر يستطيع أن ينفس عن أحقاده إلا في لبنان كونه يعتبر أن هناك رابطا استراتيجيا عقائديا بين المقاومة في لبنان واليمن، مستخدما ً ذلك للضغط على الشعب اللبناني وتأليبه ضد المقاومة ليخضع "حزب الله" بالضغط على حركة "أنصار الله " لإيقاف عملية الدفاع المقدس الذي تقوم به ضد الكيان الصهيو وهابي الأمريكي الانكليزي الوهابي هذه الفترة".

وأكد خبير العلاقات الدولية أن "الولايات المتحدة لن تسمح بانفلات الوضع إلى الهاوية بما يمكن أن يشكل خرقا في السلم الأهلي" مشدداً على أن كل الكلام عن حرب أهلية لا أساس له".

واعتبر أن السبب بعدم الانجرار إلى حرب أهلية هو "الأمريكي الذي يعلم أن فرط العقد الأمني في لبنان سيؤدي إلى تهديد أمن الكيان الصهيوني من محور المقاومة وهذان الأمران مرتبطان بشكل وثيق".

وقال أن كل ما يمكن أن تفعله ما وصفها بـ "الأدوات الشيطانية" هو التلاعب بسعر صرف الدولار ولقمة عيش الشعب اللبناني وقوته" مشيراً إلى دور التجار من عملاء الحركة الوهابية والإرهاب الأمريكي والصهيوني بإخفاء المواد الغذائية عن الشعب اللبناني وتهريب وبيعها وتخزينها بشكل غير شرعي"، مشددا على ضرورة " متابعة أمنية حثيثة منعا من استمرار هذه الأزمة الاقتصادية التي لن تطول كما اعتقد".

وختم الدكتور اللقيس بالإشارة إلى أهمية الزيارة التي قام بها "حزب الله" إلى روسيا والمستوى الاستراتيجي الذي وصلت إليه المقاومة وانتقال الملف اللبناني من فرنسا بعد فشلها بضبط الأوضاع إلى روسيا".