على الرغم من أن العالم يخطو خطوات كبيرة نحو أن يكون أكثر صداقة للبيئة، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من التلوث غير المرغوب فيه في الهواء الذي نتنفسه جميعاً.
وبداية من الضباب الدخاني في المدينة والتدخين السلبي ووصولاً إلى عوادم السيارات، لا يزال تلوث الهواء يمثل مشكلة رئيسية في العديد من الأماكن حول العالم، ولا يؤثر تأثيره السلبي على الصحة في التنفس فحسب، ولكن تظهر الدراسات أنه يمكن أن يكون ضاراً بالدماغ أيضاً.
والآن، وجد تقرير جديد أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المناطق ذات الهواء الملوث قد يكونون قادرين على حماية أنفسهم ببساطة عن طريق تناول الأسبرين.
ويحذر باحثون من جامعة كولومبيا في نيويورك من أنه حتى أسابيع قليلة من التعرض لتلوث الهواء يمكن أن يضعف الأداء العقلي.
وعلى الرغم من هذا الضرر، وجدت دراستهم أن العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) مثل الأسبرين تتصدى لآثار التلوث على المدى القصير.
كما وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة أندريا باكاريلي، رئيسة قسم الصحة البيئية والعلوم في الجامعة: "على الرغم من اللوائح المتعلقة بالانبعاثات الغازية، تظل الارتفاعات قصيرة المدى في تلوث الهواء متكررة ولديها القدرة على الإضرار بالصحة العامة، بما في ذلك المستويات الأقل من تلك التي تعتبر خطرة في العادة. ولكن يبدو أن تناول الأسبرين أو غيره من العقاقير المضادة للالتهابات يخفف من هذه الآثار".
• استنشاق الضباب الدخاني يضعف الدماغ حرفياً:
خلال الدراسة، قام الباحثون بفحص 954 من كبار السن من الرجال البيض من منطقة بوسطن، والذين تم تسجيلهم في دراسة الشيخوخة المعيارية، حيث نظروا إلى الرابط بين التعرض للجسيمات الدقيقة والكربون الأسود والأداء المعرفي للمجموعة باستخدام مقياس الوظيفة الإدراكية العالمية (GCF) وفحص الحالة العقلية المصغرة (MMSE)، بالإضافة إلى قياس مستويات تلوث الهواء من خلال فحص موقع في بوسطن.
وأظهرت النتائج أن استنشاق الجسيمات الدقيقة (PM2.5) على مدار 28 يوم أدى إلى انخفاض درجات GCF و MMSE بين المشاركين. ومع ذلك، فإن الرجال الذين تناولوا الأسبرين عانوا من ضعف إدراكي قصير المدى فقط.
بالإضافة إلى ذلك، يحذر الفريق من عدم وجود صلة مباشرة بين استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الحديثة والأداء المعرفي الأفضل، كما ويتكهن الباحثون بأن هذه الأدوية، وخاصة الأسبرين، قد تحد من التهاب الأعصاب والتغيرات في تدفق الدم إلى الدماغ التي يمكن أن يسببها تلوث الهواء.
• يمكن لارتباط التلوث بالخرف أن يجعل الأسبرين منقذاً للحياة:
وجدت دراسات سابقة أن تلوث الهواء خطير بشكل خاص على كبار السن، ويمكن أن يؤدي استنشاق هذه السموم إلى انخفاض حجم الدماغ وتدهور الإدراك وحتى الإصابة بالخرف. ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى إعاقة نمو الأطفال الصغار.
المصدر: موقع Study Finds