مع استمرار العلماء في استكشاف سبب ظهور جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد والبحث عن سبل القضاء عليها، اكتشف باحثون اختراقاً جينياً هاماً يمكن أن يوضح سبب إصابة بعض الأشخاص بفيروس كورونا التاجي المستجد بينما لا يصاب آخرين به.
وقال باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا أنهم قد نجحوا في تحديد الجينات التي تجعل بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا مقارنة بغيرهم، مشيرين إلى أن بعض الطفرات الجينية الموجودة في دم المرضى، بالإضافة إلى بعض الاختلافات الأخرى، هي التي يمكن أن تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
وتجدر الإشارة إلى أن جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد قد تسببت حتى الآن في مقتل ما يزيد عن 3.3 مليون شخص وإصابة أكثر من 160 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
ومن جانبها تقول الدكتورة آنا هيرنانديز كورديرو الباحثة الرئيسية القائمة على الدراسة: "إن الحمض النووي هو جزيء كبير ومعقد، وبالتالي فإن الارتباطات الجينية وحدها لا يمكنها تحديد الجين الدقيق المسؤول الذي يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد. ومع ذلك، من خلال الجمع بين المعلومات الوراثية الخاصة بفيروس كورونا والتعبير الجيني ومجموعات البيانات البروتينية المأخوذة من المرضى، يمكننا معرفة الجينات التي تزيد من خطر إصابة الشخص بالعدوى".
خلال الدراسة، حصل الباحثون على بيانات من المرضى الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا التاجي المستجد ثم قاموا بتحليل ومقارنة تلك العينات بعينات مأخوذة من أفراد غير مصابين، كما درس الباحثون على وجه التحديد الجينات المأخوذة من رئتي وأنسجة دم المرضى.
بالإضافة إلى ذلك، استخدم الباحثون طريقتين خلال الدراسة، وهي طريقة تحليل الجينوم التكاملي (IG) وطريقة البروتيوميات لتحديد الجينات المسؤولة عن زيادة فرص الإصابة بفيروس كورونا.
والجدير بالذكر أن طريقة تحليل الجينوم التكاملي (IG) هي تقنية تحدد الجينات التي لها تأثير على عمليات بيولوجية معينة مثل الإصابة بمرض ما.
• الكشف عن الجينات الوراثية لفيروس كورونا:
في حين أن هذه الأساليب معقدة، إلا أنه يمكن إجراؤها بسرعة، الأمر الذي سمح للباحثين بتحديد أولويات الجينات التي تستحق الفحص والدراسة، وتوصلوا أثناء بحثهم إلى أن الجينات المسؤولة عن استجابة الجهاز المناعي لفيروس كورونا يمكنها أيضا أن تحدد أيضا ما إذا كان الشخص أكثر عرضة للإصابة بالفيروس أم لا. وبالنظر بشكل محدد إلى الجينات الموجودة في بروتينات الدم، تمكن الباحثون من المضي قدمًا وتحديد الجينات المسؤولة عن ذلك الأمر بشكل أكثر دقة.
وتقول الدكتورة كورديرو: " من خلال تسخير تقنيات التحليل الجيني الحديثة التي لدينا، نجحنا في تحديد الجينات المرتبطة بالإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد. ووجدنا على وجه الخصوص أن جين ABO يشكل عاملاً خطيراً دليلاً على احتمالية إصابة الشخص بفيروس كورونا أكثر من غيره، كما وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى وجود علاقة بين عينات الدم التي احتوت على جين ABO ومدى إصابة الأشخاص الذين أخذت منها بفيروس كورونا التاجي المستجد، مما ساعدنا في إظهار أن هذه العلاقة ليست مجرد ارتباط، بل هي علاقة سببية أيضاً".
بالإضافة إلى ذلك، اكتشف مؤلفو الدراسة عدداً من المتغيرات الجينية الأخرى التي تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بفيروس كورونا، والتي تشمل جين SLC6A20 وERMP1 وFCER1G وCA11، والتي كان بعضها له صلات بأمراض الجهاز التنفسي الأخرى أيضاً.
المصدر: موقع Study Finds