الرئيس الأسد يخاطب الشعب السوري بمناسبة فوزه بانتخابات رئاسة الجمهورية

الرئيس الأسد يخاطب الشعب السوري بمناسبة فوزه بانتخابات رئاسة الجمهورية

وجه الرئيس السوري بشار الأسد كلمة متلفزة إلى الشعب السوري، مساء اليوم الجمعة، بمناسبة فوزه بانتخابات رئاسة الجمهورية، مؤكداً أنهم في كل استحقاقٍ وطني سواءٌ كان هذا الاستحقاق دفاعاً بالسلاحِ أو بالرأي أو بالعمل أو استحقاقاً دستورياً، كانوا يضعون تعريفهم الخاص للوطنية، وكان هذا التعريف يحمل رسائل عديدة سواء للصديق أو للعدو.

وأضاف الأسد بأن رسائل الشعب السوري العديدة لم تنقصها في أي وقت من أوقات الحرب البلاغةَ والحكمةَ والوضوحَ الصارخِ بمفرداته، إلا أن الخصوم والأعداء أصروا على تجنبها وإنكارها، كجزء من سياساتهم المبنية على إنكار الواقع، وإنكار فشل وهزيمة سياساتهم، وإن تعريف الشعب السوري للوطنية لم يختلف بالمضمون، لكنه اختلف بالطريقة والأسلوب، وسيختلف حتماً بالنتائج والتداعيات.

وخاطب الأسد الشعب السوري قائلاً : "ما قمتم به خلال الأسابيع الماضية لم يكن مجرد احتفالات بمناسبة، و لا مجرد تعبير عن اندفاع و عاطفة وطنيتين، أو التزام بواجب وطني هو المشاركة بالانتخابات الرئاسية، ما قمتم به كان ظاهرةَ تحد غيرِ مسبوق لأعداء الوطن بمختلف جنسياتهم و ولاءاتهم وتبعيتهم، كان تحطيماً لغرورهم و كبريائهم الزائف، و صفعةً على وجوه عملائهم و أزلامهم، هذا التحدي هو أعلى درجاتِ التعبيرِ عن الولاء الصادق و العميق للوطن، و هو أقوى مستوياتِ الشدةِ في إرسال الرسائلِ المناسبة ِلأشخاص جلسوا في الغرف المظلمة يحوكون الدسائس و يرسمون الخطط".

وشدد الأسد على أن الشعب السوري قد قلب الموازين ونسف قواعد اللعبة واكد بما لا يدع مجالاً للشك أن قواعدها توضع هنا، وتصنع هنا، وتحدد هنا، بأيدينا.. ولا مكان لشركاء سوى للإخوة والأصدقاء.

وقال الأسد " لقد أعدتم تعريفَ الوطنية وهذا يعني بشكل تلقائي إعادة تعريف الخيانة، عرّفتم الثورة وأعدتم إليها ألقها بعد أن لوث اسمَها جزء من المرتزقة وفاقدي الشرف حاملي جواز سفر سوري، أنقذتم سمعتها وأعدتم إطلاقها، لذلك ما حصل لم يكن احتفالات على الإطلاق، بل كان ثورةً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حقيقي لا مجازي، ثورة ضد الإرهاب والخيانة والانحطاط الأخلاقي، ثورة لسان وقلم وعمل وسلاح، ثورةٌ عنوانها الشرف ضد كلِ ساقط ارتضى لنفسه أن يكون مطية يمتطيها الآخرون ليصلوا بها إلى حيثما يشاؤون"

وأشار الأسد إلى أن اختيار الشعب له هو شرف عظيم لا يرقى إليه سوى شرف الانتماء لهذا الشعب، معتبراً أن ما يزيد من ثقته بالمستقبل هو روح التحدي الموجودة لدى الشعب والتي من دونها، لا يمكن لحامل المسؤوليةِ من مواجهة التحديات الوطنية الكبرى، ومن دونها لا يمكن لوطنٍ القيامُ بعد ١٠ سنوات من الحرب.

وأضاف الأسد: " أنا واثق من أننا بهذه الروح المقاتلة، سنتمكن من هزيمة كل أعدائنا مهما كثُرت النزالات، واشتدت الخطوب، هذه الروح هي ما نحتاجه للمرحلة القادمة، وهي مرحلة عمل مستمرٍ ومقاومةٍ وصمود، لكي نثبت لأعدائنا مرة أخرى أن محاربة شعبِنا بمتطلباته الأساسية وبلقمة عيشه، لا تزيده إلا تمسكاً بوطنه، وبكل ما يرمز إليه، وأن هذا الشعب عند الاستحقاقات والامتحانات الكبرى، دائما ما اثبت ان الوطن يعلو ولا يعلى عليه".

وتوجه الأسد في ختام خطابه بالتحية لكل مواطن سوري عبر بطريقته عن محبته للوطن، ولكل فرد وعائلة وعشيرة، عبّروا عن انتمائهم المطلق لبلدهم ورفعوا رايته، فصمدوا في الحرب، وتحدوا في الاستحقاق، كما وجه التحية للسوريين في المغترب الذين تكاملوا برسائلهم من الخارج مع رسائل إخوتهم في الداخل، ولمن لم يتمكن من القيام بذلك لضغوط أو لبلطجة تعرض لها، نقول له، صوتُك وصلَ وبقوة مضاعفة، ليس عبر الصندوق وإنما عبر الموقف، فالرسالة للأعداء وصلت، والمهمة الوطنية أنجزت.