بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، ظهرت العديد من القوى على الساحة الليبية التي بدت منقسمة أكثر مما هي موحدة، ففي الشرق كان المشير خليفة حفتر يقود قوات الجيش الوطني الليبي برعاية البرلمان الليبي في طبرق وقوى دولية لتحرير ليبيا من الجماعات الإرهابية المسلحة التي سيطرت على مدن ليبية عديدة، ومن حكومة الوفاق المعترف بها دولياً والمدعومة تركياً والتي تسيطر على طرابلس، التي خاضت مشارفها صراعا كبيرا بين الطرفين قبل انسحاب قوات حفتر، ولاحقاً إعلان اتفاق جنيف الذي تشكلت على إثره حكومة واحدة تمهد للانتخابات القادمة.
وخلال عرض عسكري في بنغازي، اعتبر قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر بأن العالم هرع لحل سلمي في ليبيا بعد أن أوشك الجيش على تحرير العاصمة طرابلس، موضحاً بأن كل المؤتمرات الدولية التي انعقدت لاعتماد المسار السلمي وعلى رأسه مؤتمر برلين من أجل السلام، لم تكن إلا نتيجة القرار الصائب بتوجيه القوات نحو العاصمة طرابلس، وقال حفتر " قادرون على خوض الحرب مجددا إذا تمت عرقلة الاتفاق الدولي والانتخابات".
وأشار حفتر إلى إعطاء المجال الواسع للحل السلمي العادل في ليبيا الذي يشترط خروج القوات الأجنبية وحل الجماعات المسلحة المنتشرة بالعاصمة طرابلس، مبيناً أن اللجنة العسكري (5 + 5) تعمل على معالجة كل القضايا العسكرية والأمنية العالقة في ليبيا.
كما شدد حفتر خلال كلمته بأنه لا سلام مع الاحتلال ولا المرتزقة ولا سلام إلا بيد الدولة، لافتاً إلى قيام الجيش الوطني بهزيمة الإرهاب في درنة وتحقيق الأمن والسلام فيها، وأضاف "لن تتردد في خوض المعارك من جديد لفرض السلام بالقوة، إذا ما تمت عرقلته بالتسوية السلمية المتفق عليها، وقد أعذر من أنذر".
وتجدر الإشارة إلى أن طرفي النزاع قد وقعا اتفاقا في تشرين الأول من العام 2020 بتشكيل سلطة موقتة يديرها مجلس رئاسي برئاسة محمد يونس المنفي وحكومة مستقلة مؤقتة برئاسة عبد الحميد محمد الديبة، تمهيداً لإجراء انتخابات عامة في كانون الأول/ديسمبر من العام الحالي.