أخبار

وسائل التواصل الاجتماعي .. ساحة الاستخبارات لضخ المعلومات المضللة

3 آب 2021 16:38

هناك حرب جارية، وسواء أعجبك ذلك أم لا، فقد تم تجنيدك بالفعل، ولكن لا توجد ساحة معركة ولا انفجارات ولا زي موحد في هذه المعركة.

هذا ما افتتحت به مجلة Popular Science، الأمريكية، مقالها حول تقرير أعدته مؤسسة "راند" حول نشر معلومات مضللة أجنبية على وسائل التواصل الاجتماعي.

فبحسب التقرير، يتم الكشف عن هذه الحرب، في سلاسل ريديت وتعليقات الفيسبوك ومنتديات الوسائط الاجتماعية الأخرى حيث يتبادل الأشخاص المعلومات، سواء عن قصد أم بغير قصد، مجموعة من المعلومات المضللة، وعلى عكس المعلومات المضللة العادية، التي تتضمن معلومات خاطئة أو غير كاملة أو مضللة يتم مشاركتها دون قصد لتضليل السكان المستهدفين، فإن المعلومات المضللة مصممة عمداً لتضليل مجموعات مستهدفة من الأشخاص، ويتم استخدامها من قبل دول أخرى مثل روسيا وإيران لتعزيز مصالحها الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتذكر المجلة بأن النتائج التي خلصت لها الصورة التي رسمها التقرير كانت قاتمة، فبعد ما يقرب من خمس سنوات من احتلال المعلومات المضللة عناوين الصحف لأول مرة بعد أن نشرت مزارع الترول الروسية ملايين المنشورات المضللة على فيسبوك وإنستغرام وغيرها من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي في خضم الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، فإن استجابة حكومة الولايات المتحدة للتهديد "لا تزال ضعيفة، غير منسقة، وباعتراف العديد من الجهات الفاعلة، غير فعالة"، كما جاء في التقرير.

ويؤكد التقرير أن وسائل التواصل الاجتماعي في حين أنها قد تكون أحدث أداة لنشر هذه المعلومات، فإن المعلومات المضللة ليست جديدة في الحرب، فهناك قصة معروفة عن جيش الأشباح الشهير في الحرب العالمية الثانية، حيث استخدم الجيش الأمريكي للدبابات القابلة للنفخ والطائرات وقطع المدفعية والرسائل المزيفة لإقناع ألمانيا النازية بأن لدى الحلفاء فرقتان أكثر مما كانوا يملكون بالفعل، وفي الآونة الأخيرة، أصبحت المعلومات المضللة ذات تقنية عالية وفعالة في زرع الارتباك في الدول المتنافسة.

ويشير التقرير إلى استخدام روسيا المعلومات المضللة أيضاً في محاولة لتشويه سمعة الحكومة الأوكرانية خلال غزوها للبلاد عام 2014، وسعى جيش موسكو من خلال الملصقات الهادفة إلى تصوير الحكومة على أنها طغمة فاشية، معادية للأجانب، وعنصرية، ومعادية للسامية في محاولة لبث الاضطرابات بين شعبها، وفقًا لمجلة فورين بوليسي.

ويبدو أن الحيلة لا تزال تعمل: فمنذ شهرين فقط، شارك السيناتور تيد كروز، جمهوري من تكساس، الدعاية الروسية في هجوم على عريف بالجيش الأمريكي بعد أن تحدثت عن كيف ألهمته والدته للانضمام إلى الجيش في عملية تجنيد، واستخدمت روسيا أيضاً معلومات مضللة لمحاولة تقويض فعالية لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا.

وقالت مولي مكيو، الخبيرة في حرب المعلومات، في جلسة استماع لمجلس الشيوخ عام 2017 بشأن التضليل الروسي: "هذه التلاعبات لا تخلق ميولًا أو سمات في مجتمعاتنا، إنهم يزيدون ويستغلون ويشوهون الانقسامات والمظالم الموجودة بالفعل".

وتضيف المجلة، بأنه قد تكون هناك طريقة لتغيير الأمور، وقد تكون العمليات الخاصة للقوات الجوية قريبة من إنجازها، فقد تم إجراء دراسة راند من قبل قيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية، والتي، مثل قيادة العمليات الخاصة بالجيش، تستضيف وحدات الحرب النفسية، وتوصلت مؤسسة راند إلى أن هذه الوحدات أصبحت شديدة التركيز على الأمن التشغيلي، أي منع تسرب البيانات ومراقبة مراقبي الطائرات، خلال الحروب في العراق وأفغانستان، وقد خرجت عن ممارسة الكشف الاستباقي عن حملات التضليل والتصدي لها.

هذا ويبدو أن سلاح الجو على علم بهذه المشكلة، ففي عام 2016، أنشأت الخدمة مجال وظيفي جديد يسمى 14F "عمليات المعلومات"، وتخرج أول تسعة طيارين انضموا إلى الميدان من تدريب المهارات في كانون الأول 2020، حيث تعلموا كل شيء عن "عمليات دعم المعلومات العسكرية، وأمن العمليات، والخداع العسكري"، وفقاً لبيان صحفي.

المصدر: Popular Science