أخبار لبنان

رفع الدعم عن المحروقات بداية انقلاب مخطط والتيار الحر ينتفض وحيدا

14 آب 2021 09:28

اعتبر موقع الأخبار اللبنانية أن ما فعله رياض سلامة منذ أيام كان تنفيذاً لأجندة فريق تقاطعت بين أطرافه المصالح التي لا نتيجة لها سوى التدمير الذي لن يكون هدفه بناء دولة عادلة وقادرة، إنما الحكم باسم الطائفة والمذهب والقبيلة، وبرعاية داخل وخارج شريكين في السفك، وبتواطؤ مع سارقي غضب الناس من كل ما يُسمّى ثورة وانتفاضة وحراكاً مدنياً، بكل فروعه السياسية والنقابية والحقوقية والإعلامية.

وأشار الموقع إلى أن تحالف الحكم الذي أمسك بالبلاد منذ ثلاثين عاماً قرر قيادة أكبر انقلاب في تاريخ لبنان، وهو تحالف يجمع، في تقاطع للمصالح، الأقوى بين ممثلي الطوائف، ويشاركه تنفيذيون يسعون إلى مناصب ومكاسب، تحالف يجمع نبيه بري ووليد جنبلاط وسعد الحريري وسليمان فرنجية ونادي رؤساء الحكومة السابقين، ومعهم البطريرك الماروني بشارة الراعي ومن معه من حلفاء في المرجعيات الدينية الأخرى، وأهل التطبيل والتزمير من وسائل إعلام تديرها وتموّلها الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، وحشد من المواقع الإلكترونية والصحف والكتبة الذين تموّلهم سفارات أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وسويسرا وجمعيات وحوش الرأسمالية المنتشرة في كل الأرض.

وعلى الأرض، هناك حشد السارقين الكبار، في القطاع المصرفي والتجاري بكل صنوفه، ومافيا المحروقات ومشتقات النفط، وكارتيل الأدوية والمواد الغذائية، وإلى جانبهم جيش من الرعاع الذين لا يعرفون من الاحتجاج سوى قطع الطرقات والسطو على مقدرات المواطنين العاديين، كل هؤلاء يعملون على هدف واحد: عزل المقاومة، والخطوة الأولى تكون بإطاحة ميشال عون وتياره، أما الأدوات فيتكلون على قوى تحنّ إلى أيام الجنون الدموي بقيادة "القوات اللبنانية" وبعض الفاشيين الذين يفكرون بالتقسيم ورسم حدود الولايات بالدم فقط، ومعهم صمت قاتل تمارسه مؤسسات أمنية وعسكرية وقضائية وحقوقية، باتت في قلب المؤامرة ومن أبرز أدواتها العاملة من دون توقف على الخراب الكبير.

وكشف الموقع بأن رياض سلامة لم يرفع الدعم عن المشتقات النفطية، من تلقاء نفسه، بل استبق ذلك باجتماعات تفصيلية مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لمناقشة خطط المستقبل، كما التقى كل من يمكن أن يكون شريكاً في هذه العملية في عالم المال والأعمال، وهو حصل على غطاء مباشر لخطوته من بري وجنبلاط والحريري والراعي قبل كل الآخرين، وعندما قصد قصر بعبدا لإبلاغ المجلس الأعلى للدفاع، كان يعرف أن حسان دياب بات أسير الخوف من السجن، وأسير ترهيب يومي يُمارَس عليه باسم حفظ حقوق وصلاحيات أهل السنة، وفي مكتبه من يعمل ليل نهار على هذه الخطة، من موظفين ومستشارين يبحثون عن أدوار مستقبلية.

وأوضح الموقع أن حاكم مصرف لبنان عندما أعلن رفع الدعم لم يكن ينتظر موافقة من هم في الحكم اليوم، تصرف على أساس أن ميقاتي رئيس فعلي للحكومة، وأن القوى المهيمنة على المجلس النيابي قد منحته الثقة مسبقاً، ويكتفي سلامة بصمت حزب الله الملزم بالصمت لتجنب الانجرار إلى الفتنة، والرئيس عون الذي لا يمون لأحد والتيار الوطني الحر الذي يتعرض لأبشع أنواع الترهيب.

وأعتبر الموقع أن سلامة باشر بتنفيذ خطة تقضي بالتالي:

- رفع الدعم وتحرير العملة بصورة كاملة وفق شروط كل المؤسسات الدولية وشروط التجار والفاسدين والمحتكرين.

- المسارعة إلى وضع خطة لزيادة كل أنواع الضرائب والرسوم، خصوصاً الجمركية منها وما يتصل بالعمليات العقارية، ودفع كل مؤسسات الدولة إلى البحث عن سبل لرفع مداخيلها ولو على حساب الناس داخل لبنان وخارجه.

- وعد الناس بزيادة الأجور ضمن سلة لا تفي بغرض مواجهة مصاعب العيش.

- تفاهم أولي مع شركات عالمية لبيعها المرافق المنتجة في لبنان والمتصلة بحياة الناس، من كهرباء وهاتف ومياه وطرقات وإنترنت ومطار ومرفأ وريجي وغيرها.

- إعادة تخمين موجودات المصارف اللبنانية لمنع إعلان إفلاسها ولتعويم غالبيتها ضمن خطة إنعاش للمنظومة المالية اللصيقة للمنظومة السياسية الحاكمة.

- درس قانون للانتخابات وإدارة عملية انتخابية ترضي الخارج بإفساح المجال أمام عدد من منتجات الغرب المسماة "مجتمع مدني"، وجلّهم ممّن استقالوا من المجلس النيابي، للحديث عن تبدل وتغيير وتنويع.

- منح المؤسسات العسكرية والأمنية هامشاً لإدارة ذاتية، لكن شرط البقاء ضمن التحالف الذي ترعاه الولايات المتحدة.

واعتبر الموقع أن انتفاض التيار الوطني الحر والذهاب بعيداً في الدفاع عن نفسه ليس مستغرباً، وليس منطقياً أيضاً تركه وحيداً، فمسؤولية المقاومة في استمرار تفادي المواجهة والفتنة الكبرى إلا أنها لا يمكنها معارضة احتجاج التيار الذي صار خيارا وحيداً.

المصدر: الأخبار اللبنانية