أخبار

الخارجية الروسية تفند الأفكار الأمريكية حول الغزو الروسي لأوكرانيا وتذكر بذريعة العدوان على العراق

22 كانون الثاني 2022 17:09

فندت وزارة الخارجية الروسية، الأفكار الواردة في مادة أصدرتها الخارجية الأمريكية بشأن حملة التضليل الروسية حول أوكرانيا، مذكرة بقارورة باول التي اتخذتها واشنطن ذريعة للعدوان على العراق.

وبحسب موقع روسيا اليوم، فقد أكدت الخارجية الروسية بأن الأفكار المطروحة ضمن المادة التي صدرت مؤخرا عن الخارجية الأمريكية تحت عنوان "الحقائق والأوهام: حملة التضليل الروسية بشأن أوكرانيا"، باطلة تماما ولا تصمد أمام التمحيص الموضوعي، نافية أهم بنود تلك الوثيقة بالتفصيل.

وحملت الخارجية الأمريكية في مادتها روسيا المسؤولية عن استخدام أسلحة كيميائية ضد خصوم لها مرتين على الأقل خلال السنوات الأخيرة، واتهمت موسكو بـ"نشر أكاذيب بغية تبرير اتخاذها خطوات عسكرية ضد أوكرانيا"، مضيفة أن الولايات المتحدة من جانبها قدمت منذ عام 2014 مساعدات إنسانية تزيد قيمتها عن 351 مليون دولار إلى "المتضررين بالعدوان الروسي" في أوكرانيا.

فيما قالت الخارجية الروسية ردا على هذه المزاعم: "نعلم جميعا كيفية استغلال الولايات المتحدة أساليب التضليل لتبرير تدخلات عسكرية في دول مستقلة، ويكفي في هذا الصدد التذكير بـ"قارورة باول" المشهورة التي شكلت ذريعة للعدوان الأمريكي على العراق".

وجاء ذلك في إشارة إلى الخطاب المشهور الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكي السابق الراحل كولن باول أمام مجلس الأمن الدولي في فبراير 2003، وهو كان يحمل قارورة زعم أنها تحتوي على أدلة تثبت إنتاج العراق أسلحة الدمار الشامل، وتبين لاحقا أن ادعاءاته كانت باطلة تماما.

كما أوضحت الخارجية الروسية بأن المساعدات الإنسانية الأمريكية المذكورة تمثل "قطرة في المحيط" مقارنة مع ما قدمته موسكو إلى سكان منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا.

وأشارت الخارجية إلى أن الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى التي دعمت الانقلاب السلطوي في أوكرانيا في فبراير 2014 هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن تقويض استقرار هذا البلد، لافتة إلى أن هذه التطورات دفعت شبه جزيرة القرم إلى العودة لقوام روسيا عن طريق تنظيم استفتاء شعبي، بينما أعلنت مقاطعتا دونيتسك ولوغانسك استقلالهما عن أوكرانيا.

وذكرت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة وحلفاءها، بدلا عن التركيز على الرد على مبادرة الضمانات الأمنية المطروحة من قبل موسكو، أطلقوا "حملة دعائية إعلامية خبيثة للغاية" يقدمون خلالها روسيا على أنها "معتد" و"عدو لأوروبا المتحضرة" و"خطر على الاستقرار الدولي"، مع إطلاق تهديدات متكررة بفرض عقوبات اقتصادية "مؤلمة" على موسكو.

واعتبرت الوزارة بأن نشر الخارجية الأمريكية المادة المذكورة قبيل المحادثات التي جرت أمس بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة، سيرغي لافروف وأنتوني بلينكن في جنيف، لا يمكن وصفه إلا بـ"استفزاز صارخ".

وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، قد أكد في وقت سابق بأن تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن إمكانية أن تقوم روسيا بتدبير حادث لاتخاذه ذريعة للهجوم على أوكرانيا بأنه استفزاز كبير وأمر غبي.

ويذكر أن التوتر كان قد تصاعد بين روسيا وحلف الناتو على خلفية الأزمة الأوكرانية حيث اتهم الحلف روسيا بنشر عشرات الآلاف من جنودها قرب الحدود الأوكرانية استعداد لغزو أوكرانيا، في حين نفت روسيا هذه المزاعم مؤكدة بأن هذه الأنباء تأتي بهدف نشر معدات الناتو العسكرية قرب الحدود الروسية ودفع سلطات كييف إلى إعادة إشعال النزاع في دونباس شرق أوكرانيا.

وطالبت روسيا حلف الناتو بتقديم ضمانات بعدم قيامه بالتوسع شرقا باتجاه روسيا وعدم ضم أوكرانيا إليه الأمر الذي قوبل برفض الحلف الذي اعتبر أن إرادة أوكرانيا يجب أن تحترم.

فيما أكدت روسيا بأن انضمام أوكرانيا إلى الناتو سيترتب عليه عواقب وخيمة، ملوحة بخيارات رادعة ضد أي محاولة لاقتراب حلف شمال الأطلسي من حدودها، وأعلنت عن تقديم مقترحات حول الضمانات الأمنية إلى الولايات المتحدة بهدف تخفيف التوترات.

المصدر: روسيا اليوم