أخبار لبنان

نصر الله: الخضوع للإملاءات الأمريكية لن ينقذ لبنان وبيان الخارجية اللبنانية حول أوكرانيا كتب في السفارة الأمريكية

8 آذار 2022 18:39

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم الثلاثاء، بأن الخضوع للإملاءات الأميركية لن ينقذ لبنان، مبينا بأن بيان الخارجية اللبنانية حول أوكرانيا كتب في السفارة الأمريكية.

حيث أوضح السيد نصر الله في احتفال مؤسسة الجرحى بمناسبة يوم الجريح المقاوم بأن "الخضوع للإملاءات الأميركية لن ينقذ لبنان بل سيزيد من مآسيه ومصائبه، ولن تستطيعوا إرضاء أميركا لأن لا حدودَ لمطالبها"، وسأل "ما هو المقابل الذين تحصلون عليه مقابل الخضوع للإملاءات الأميركية؟".

وعن موقف لبنان الرسمي في الأمم المتحدة عبر التصويت مع أمريكا، قال نصر الله "كان لبنان يستطيع أن يكون ممتنعاً، ومصلحته كانت في الامتناع"، واعتبر بأن "المطلوب أن يقول لبنان للأمريكي لسنا عبيداً عندكم"، وأضاف: "المؤسف أن البيان الرسمي اللبناني الذي صدر باسم وزارة الخارجية اللبنانية ذهب إلى السفارة الأميركية والسفارة عدلت عليه ما يعني أن هذا البيان مكتوب من قبل السفارة الأميركية فهل هذه هي السيادة؟".

وأوضح نصر الله بأننا "كحزب لسنا مع النأي بالنفس، وعندما اتخذت الدولة اللبنانية موقفها مع الأمريكيين، لماذا سكت دعاة الحياد والنأي بالنفس؟ صمت القبور"، واعتبر بان "هذه التجربة تؤكد أن كل ما نسمعه عن الحياد والنأي بالنفس هو حجّة وذريعة للتهرّب من مسؤولياتٍ قومية، وهذه المسؤوليات أخلاقية ووطنية وقانونية وقومية.. وللهروب منها اخترعوا الحياد والنأي بالنفس". ولفت إلى أنه "عندما يتعلق الأمر بالأمريكي يختفي الحديث عن الحياد والنأي بالنفس".

واعتبر بأن "هذا شاهد جديد على أكذوبة أن حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية"، مبينا بأنه "لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية، هل كان يمكن أن تصدر وزارة الخارجية اللبنانية بياناً من هذا النوع وترسله إلى السفارة الأميركية؟".

كما بين أمين عام حزب الله بأن "الأميركيين يعدونكم بوعود كاذبة.. هل تعلمون أيها اللبنانيون والشعب اللبناني أنه حتى هذه اللحظة لم تقدم الخارجية الأمريكية مستنداً خطياً للأردن ومصر بحمايتهما من عقوبات قانون قيصر إذا أدخلوا الغاز من سوريا إلى لبنان.. أين هذا السراب والأوهام؟ وأكد بأن كل ما يقوله الأمريكي هو كذب وخداع".

وأضاف نصر الله: "منذ سنة ونصف، عندما تحدثنا عن الإتجاه شرقاً، دخلت شركة روسية لها علاقة بالنفط بمفاوضاتٍ مع الحكومة اللبنانية، وعرضت تقديم النفط الخام وإنشاء مصفاة دون مقابل مالي ودون ضمانات، وتأمين كل حاجة لبنان من المشتقات النفطية وتقوم الشركة بتكرير 150 ألف برميل نفط أو 200 ألف برميل من خلال المصفاة الكبيرة وتكفي حاجات". وكشف بأن "الشركة الروسية عرضت البيع بالليرة اللبنانية لا الدولار، على نحو يجعل لبنان مصدّراً للمشتقات النفطية، وعلى أن تصبح المصفاة ملكاً للبنان بعد عشرين عاماً.. ولكن لا جواب حتى اليوم بعد سنة ونصف السنة من المفاوضات"، واكد بان "السبب الأساس برفض العرض الروسي هو "عوكر".. وبهذه العقلية لا يمكن إنقاذ لبنان".

وأكد بأنه "لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية، لكان سرى العرض الروسي وتحوّل لبنان إلى دولة مصدّرة للمشتقات النفطية". وطالب الدولة والقوى السياسية أن يكونوا بمستوى هؤلاء المضحين، وطالب المسؤولين اللبنانيين باتخاذ قرار بشأن العرض النفطي وقبوله، مع عودة طوابير الذل أمام محطات الوقود. ولفت الى ان بعض المسؤولين اللبنانيين يفترض أن الأميركي يريد امراً معيناً فينفذه حتى من دون أن يطلبه منه.

وعن الأوضاع الدولية أوضح نصر الله بأن "ما يجري حولنا من أحداث يجب أن يقوّي وعينا ونأخذ منه العبر والدروس". واعتبر بانه " ما من حربٍ خاضها الأميركيون دون أن يرتكبوا المجازر بحق المدنيين". وأشار إلى أن "واشنطن تدعو روسيا إلى عدم استهداف المدنيين، فماذا تقول عن ضحايا الحروب الأمريكية؟ وماذا عن مجازر الصهاينة في فلسطين منذ أكثر من 70 عاماً، ماذا عن حصار غزة؟ ماذا عن مجازر العدوان السعودي الأميركي في اليمن، وماذا عن الحصار عليه؟.. العالم كله ساكت، لأن هؤلاء لا ينتمون إلى عالم الرجل الأبيض، وحتى من ينتمي إلى عالم الرجل الأبيض هو سلعة وأداة عند الأميركي.

وتابع بالقول: "لطالما قامت الطائرات الأمريكية بقصف أعراس أفغانية وحولوها الى مآتم"، وشدد على انه "يجب عقد آلاف جلسات المحاكمة للجيوش الأميركية والأوروبية على ما ارتكبته من جرائم بحق الجزائر وليبيا وغيرها من الدول، التكفيريون الانتحاريون الذين فجروا في بيشاور هم خدم المشروع الأمريكي وصنيعة أميركا". ولفت الى ان "العالم ساكت لأن التكفيريين الإنتحاريين هم صنيعة أمريكا.. ويوماً بعد يوم يتأكد أن معايير أميركا لا تخضع للأخلاق والقانون بل لمصالحها".

واكد السيد نصر الله بأن "هناك شواهد يومية في العالم على أن الثقة بالأميركيين غباء وحماقة وجهل وتفريطٌ بالأمة، ونحن رأينا جميعاً كيف خرجت الولايات المتحدة من أفغانستان وتخلّت عمّن وثق بها هناك". ولفت الى أن " أميركا، وبريطانيا معها، ساقت أوكرانيا ودفعت بها إلى فم التنين وفق حسابٍ دقيق، وكان المخطط الزجّ بها وتعطيل أي اتفاق مع روسيا، وواشنطن تؤكد يومياً أنها لن ترسل طائرات وجنوداً إلى أوكرانيا، رغم أنها دفعتها إلى الحرب".

وأوضح بانه "لو قُدر الدخول إلى نفوس المسؤولين في أوكرانيا لوجدنا قمة الشعور بالخيبة.. وهذا درسٌ وشاهد جديد"، لافتا إلى أن "التعاطي مع اللاجئين يكشف التمييز على أساس الدين والعرق واللون".

المصدر: النشرة