الجارديان: الفقراء معرضون للوفاة أكثر من الأثرياء عند خضوعهم لعملية جراحية طارئة

الجارديان: الفقراء معرضون للوفاة أكثر من الأثرياء عند خضوعهم لعملية جراحية طارئة
زعمت دراسةٌ جديدة أن: "الفقراء أكثر عرضة للوفاة من الأثرياء، وخاصةً بعد خضوعهم لعمليةٍ جراحيةٍ طارئة . وفق ما نقلت صحيفة "الجارديان"، عن الدراسة التي  أجريت في جامعة كوليدج بلندن، وذكرت: "أن المرضى من

زعمت دراسةٌ جديدة أن: "الفقراء أكثر عرضة للوفاة من الأثرياء، وخاصةً بعد خضوعهم لعمليةٍ جراحيةٍ طارئة . وفق ما نقلت صحيفة "الجارديان"، عن الدراسة التي  أجريت في جامعة كوليدج بلندن، وذكرت: "أن المرضى من المناطق الأكثر حرماناً والأشد فقراً معرضين لخطر الموت بنسبة 29٪ أكثر من المرضى من المناطق الأكثر ثراءً أو المتوسطة الدخل.

وفحص الباحثون عدد الأشخاص الذين يموتون خلال 30 يوماً بعد خضوعهم لعملية جراحية في البطن في واحدةٍ من 178 مستشفى تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا.

وقالت البروفيسورة راماني مونسينغ، المؤلفة المشاركة في الدراسة بعد صدور النتائج: " حددنا ارتباطاً مهماً بين الحالة الاقتصادية المتردية للمرضى ومعدلات الوفيات عقب إجراء عملية جراحية طارئة ".

لكنها قالت أيضاً: " لا توجد بيانات متاحة للإشارة إلى الأسباب الدقيقة لهذا الارتباط. إذ يمكن أن تشمل الأسباب المحتملة؛ المخاطر المرتبطة بأسلوب الحياة التي يعيشها المرضى والتغذية، والتشخيص المتأخر أو مدى جودة الخدمات الطبية التي تقدمها المستشفى، إلى جانب متابعة مراجعة خدمات الرعاية الصحية بعد الخروج من المستشفى ".

وأضافت: " تعتبر الاستنتاجات مهمةً لأنها تشير إلى أن الوضع الاقتصادي لشخصٍ ما وتعليمه ووضعه الوظيفي وظروف عمله وليس حالته الصحية فقط، يمكن أن تؤثر على الشخص و تجعله أكثر عرضةً للوفاة من غيره.

تذكر الدراسة: "يجري سنوياً قرابة 61000 شخص في المملكة المتحدة عمليةً جراحيةً طارئة في منطقة البطن.إذ يشق فيها الجراحين تجويف البطن ليستطيعوا فحص الأعضاء الداخلية للمرضى، مثل المعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة. وتصنف على أنها جراحةٌ عالية الخطورة، كون أن المرضى يكون لديهم خطر الوفاة  بنسبة تتراوح ما بين 5.4 ٪ إلى 23.9 ٪ خلال 30 يوماً من إجراء العملية.

نشرت نتائج الباحثين في المجلة البريطانية للتخدير. إذ حللوا البيانات المجمعة من التاريخ المرضي لـ 58790 شخصاً خضعوا للعملية الجراحية في الفترة ما بين ديسمبر 2013 ونوفمبر 2016 ، والذين جرى الاحتفاظ بتفاصيلهم من خلال جمعية عمليات الباطنة الوطنية للطوارئ. ووجدوا أن المرضى ذوي الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية الأشد فقراً كانوا معرضين بشكلٍ كبير لخطر الموت من أولئك الأكثر ثراءً.

وبلغ إجمالي الوفيات بين السكان الأكثر ثراءً ما نسبته 9.8٪ ، لكنها كانت مرتفعةً بنسبة 11.2% بين السكان الأكثر فقراً. مع ذلك، بعد تعديل الظروف الصحية الحالية للمرضى، وجد الباحثون أن هناك علاقةً أكبر بين الفقر وخطر الوفاة، مما يعني أن الحالات الأشد فقراً كانت معرضةً بشكلٍ أكبر للوفاة، حيث بلغت نسبة الخطر لديهم 29٪ .

وقال جون أبركرومبي، وهو طبيبٌ جراح استشاري وعضو مجلس الكلية الملكية للجراحين في إنجلترا: " توضح هذه الدراسة المهمة أن المرضى من المناطق الفقيرة لديهم معدل وفياتٍ أعلى عند الخضوع لجراحة البطن الطارئة عند مقارنتهم بأولئك الذين يعيشون في مناطق أكثر ثراءً".

وأضاف: " يجب أن تكون معدلات البقاء مرتفعةً باستمرار عبر تعزيز الوعي المجتمعي عبر المجموعات الاجتماعية والاقتصادية. ويجب ألا تعتمد فرص المرضى للبقاء على قيد الحيات على وضعهم المادي أو مكان سكنهم. ومن الأهمية بمكان أن تضمن الحكومة الحصول على الرعاية الطارئة في الوقت المناسب لجميع المرضى الذين يعانون من حالاتٍ خطيرة في البطن باختلاف فئاتهم الاجتماعية. إذ تؤكد هذه النسب والبيانات على ضرورة منع المشكلات الصحية تلك قبل حدوثها ".

 

و توصل الفريق البحثي أيضاً إلى أن: "الاختلاف في نسبة خطر الوفاة لدى المرضى لم يكن بسبب جودة المستشفى الذي خضعوا للجراحة فيه أو الرعاية التي تلقوها في وقتٍ قريب بعد الخضوع للعملية الجراحية. ففي الواقع، خضع العديد من أفقر المرضى لعمليةٍ جراحيةٍ في مستشفيات كبيرة في المناطق الحضرية المتطورة، والتي تتمتع عموماً بمعايير رعايةٍ صحيةٍ جيدة .

وكشف الباحثين أيضاً عن فروقٍ جغرافيةٍ صارخة لدى المرضى الذين يخضعون لعمليات البطن الطارئة، ففي حين أن 7.6 ٪ فقط من الذين خضعوا لها كانوا من جنوب وسط إنجلترا وكانوا من أفقر السكان، إلا أن ما يقرب من ثلث الذين خضعوا لها كانوا من الشمال الغربي للمملكة.