الخيانة أحد أهم التحديات في العلاقات الرومانسية. لكن بعضهم يعرّفها بشكل مختلف، ويميز بين الخيانة الجسدية والخيانة العاطفية. وكلاهما قد يكون مدمراً، لكن هناك اختلافات بينهما.
تختلف الخيانة العاطفية عن الجسدية في انعدام الحميمية الجسدية. ولا تتطلب أن يكون الشريك بعيداً، لأن هذه الرومانسية قد تبدأ وتنمو من خلال التواصل عبر الإنترنت، ومن غرفة النوم نفسها.
يختلف الرجال والنساء في طريقة النظر إلى الخيانة العاطفية
درس كروسبي وآخرون (2020) كيف ينظر الرجال والنساء إلى الخيانة الجنسية والعاطفية، بما في ذلك دور الصداقة. واكتشفوا أن النساء ينظرن إلى الخيانة العاطفية على أنها أكثر ضرراً للعلاقة من الخيانة الجنسية لأنها قد تدل على انعدام الفائدة في العلاقة وفقدان الالتزام العاطفي. وأشاروا إلى أن هذه الخيانة قد تؤدي إلى قطع العلاقة.
ويكشف بحث آخر (غيتار وآخرون، 2017) أن الرجال والنساء قادرون على تحديد ما يعتبرونه خيانة جنسية أكثر من تحديد ما يشكل خيانة عاطفية، وهذا يشير إلى أن الخيانة العاطفية ديناميكيةٌ معقدة وغير منظمة. لكنهم كانوا قادرين على تحديد سلوكيات معينة ضمن تعريفهم، من ضمنها الخداع.
كيف نكتشف هذا النوع من التودد السري؟ إليك بعض الطرق:
كتمان الأسرار يثير الشبهة
لا تنطوي الخيانة العاطفية على الحميمية وإنما على السرية. إذ لا مكان للأسرار في علاقتكما ما لم يكن شريكك يخطط لحفلة عيد ميلاد مفاجِئة.
وتعد الأسرار في كثير من الأحيان أحد أشكال خطيئة الإغفال، بمعنى أن الشركاء الضالين يخفون باستمرار تفاصيل متعلقة بجزء معين من يومهم أو استعملوا برنامج قفل على هواتفهم - ربما للمرة الأولى. يعد السلوك السري خير دليل إذا تطور بمرور الوقت، ما قد يتتبع تطور العلاقة الرومانسية.
السهو يولد تفكك العلاقة
تتدافع العديد من المساعي أمامنا، سواء بشكل ملموس أم معرفي. ويشير السهو إلى أن الشريك مشغول بالتفكير في شيء ما (غيرك)، والهدف هو اكتشاف ماهية هذا الشيء. ويتجلى السهو في الانشغال بأعمال تافهة ظاهرياً، وبأحلام اليقظة، وبالفشل في الإجابة على أسئلتك بشكل مناسب، ما يشير إلى تفكك العلاقة بين الشريكين.
غياب العاطفة.. دليل أم لا
يشتبه العديد بالخيانة الزوجية عندما يبدو أن الشريك موجود جسدياً ولكنه غائب عاطفياً. وأكثر الأمثلة التي يستشهد بها هو الشريك الذي أصبح تدريجياً غير حنون وغير ودود - ربما لأنه منشغل في التفكير في الشخص الذي ينجذب له عاطفياً.
لكن ليس من الضروري أن يكون غياب العاطفة مدعاة للشك دوماً. فعدم اعتراض الزوج على رغبة زوجته بأن تقوم برحلة عمل طويلة أو إجازة مع الأصدقاء قد تعتبره الزوجة المعتادة على رغبة زوجها في قضاء الكثير من الوقت معها مخالفاً لطباعه.
وبالمثل، يتوقع الزوج الذي ألغى لقاءه مع زوجته في عيد ميلادها تعبيراً مناسباً عن خيبة الأمل، وقد لا يجد هذا التعبير لدى الزوجة التي تنظر إلى هذا الإلغاء على أنه فرصة لتقضي يومها مع حبيبها الرومانسي.
إن إعادة بناء الثقة هي عملية ممكنة ومستحبة. وبالرغم من الضرر الكبير الذي يلحق بالعلاقة جرّاء الخيانة العاطفية، يتعافى العديد من العلاقات الزوجية.
psychologytoday