مرصد Solar Orbiter يرصد ثعباناً ينسل عبر سطح الشمس

علوم

مرصد Solar Orbiter يرصد وجود ثعبان داخل الشمس

17 تشرين الثاني 2022 10:45

التقط مرصد Solar Orbiter التابع لوكالة الفضاء الأوروبية فيديو جديد يعرض ثعبان يبدو كأنه ينسل عبر سطح الشمس.

لكن "الثعبان" الذي رصده "سولار أوربيتر" ليس زاحفاً نجمياً حقيقياً، وإنما ظاهرة شمسية رُصدت حديثاً، وقد تكون مرتبطة بالانفجارات الهائلة في الشمس الهائجة، ولاحظت المرصد المداري هذا الجسم المتحرك في 5 أيلول (سبتمبر) أثناء اقتراب منظوره مما يسمى الحضيض الشمسي، وكان أقرب مركبة شمسية مدارية حتى الآن.

ومع اقتراب المرصد الشمسي المداري، صور خطاً متموجاً يتحرك في مسار طويل عبر الشمس. وقال علماء الطاقة الشمسية إن هذا قناة أكثر برودة في البلازما الساخنة المحيطة بغلاف الشمس، وترتبط بمجالات الشمس المغناطيسية.

مجال الشمس المغناطيسي ملتو

ويُظهر الفيديو البلازما وهي تتمايل عبر الشمس من جانب إلى آخر، متبعةً مساراً من مسارات مجال الشمس المغناطيسي.


وأوضح عالم الفلك ديفيد لونغ من جامعة كوليدج لندن في المملكة المتحدة: "نرى البلازما تتدفق من جانب إلى آخر، لكن المجال المغناطيسي ملتو. لذا نشهد هذا التغيير في الاتجاه لأننا ننظر إلى بنية ملتوية". لندن في المملكة المتحدة.

وحقول الشمس المغناطيسية معقدة، ومحاولة فهمها وفهم سلوكها مجهد على الدوام. لكن غلاف الشمس الجوي يتكون من بلازما تتألف من جزيئات مشحونة يمكن حصرها بسهولة بواسطة الحقول المغناطيسية.

ولهذا السبب تعتمد مولدات الاندماج على المجالات المغناطيسية لحبس البلازما. ولكن هذا يعني أيضاً أنه إذا كان بإمكانك تتبع مسارات الحقل المغناطيسي في البلازما، يمكنك أخذ فكرة جيدة عن عمل المجالات المغناطيسية.

ثعبان الشمس

يتيح ثعبان الشمس للعلماء رؤية المجال المغناطيسي وهو يتحرك، ولكن ما يبتعد عنه يجعله أكثر إثارة للاهتمام. فبعيد شق هذا الثعبان مساره عبر الشمس، حدث ثوران على شكل كتلة إكليلية في نقطة انطلاقه، لافظاً البلازما إلى الفضاء.

وترتبط هذه الثورانات عادة بالبقع الشمسية، وهي مناطق من خطوط المجال المغناطيسي المركزة على الشمس. وتتشابك خطوط المجال المغناطيسي هذه وتنفجر وتتصل ببعضها مجدداً وتقذف مجتمعة كتلة إكليلية وتنتج أحياناً توهجات شمسية.

ويرجح أن يكون الثعبان مرتبطاً بطريقة ما بأحد أقوى الظواهر التي رصدها Solar Orbiter منذ إطلاقه في شباط (فبراير) 2020.

مسبار باركر الشمسي

والجدير بالذكر أن مرصد Solar Orbiter ليس المرصد هناك أيضاً، إذ كان المسبار الشمسي باركر التابع لوكالة ناسا في مواجهة مباشرة مع الانفجار الكتلي الإكليلي. ولحسن الحظ لم يتأذى، إذ صُمم لتحمل هيجان الشمس وقياسه، لذلك ينتظر معظم الباحثين بفارغ الصبر رؤية ما وجده في البلازما المنبعثة من مثل هذا الانفجار الضخم.

في غضون ذلك، من المقرر أن يحدث الحضيض الشمسي القادم في نيسان (أبريل) من العام المقبل. ونشاط البقع الشمسية آخذ في الازدياد، ما يؤدي إلى ذروة دورة نشاطها التي تبلغ 11 عاماً، لذلك نرى العلماء متحمسين لرؤية ما سيظهره لنا المسبار الصغير بعد ذلك.

sciencealert