أعراض اليأس الهادئ وكيفية التغلب عليه والخلاص منه

تقارير وحوارات

أعراض اليأس الهادئ وكيفية الخلاص منه

عزيزة الشيبة

12 كانون الأول 2022 21:09

يُعرَّف اليأس ( الاكتئاب) كـ حالة نفسية شعورية، تسيطر على الإنسان عند اصطدامه بـ بعض العراقيل أو الأحداث السلبية، فتنزع منه الثقة بـ إيجابية الأحداث الراهنة أو المستقبلية، ومن الناحية الطبية فـ يُعرَّف بـ أنه الحالة التي تسيطر على شخصية الفرد، فـ تجعله يشعر وكأنه مقيد وأن الخيارات المتاحة لحل أزمته غير محدودة وغير مشتملة على بدائل.

اليأس الهادئ

من المهم أن تسأل نفسك يومياً، بل لأكثر من مرة في اليوم، بماذا أشعر الآن؟، لاسيما إذا كان هناك شعور بالضيق وبالانزعاج؛ هذا السؤال سيرفع الوعي بالذات، وسيجعلك أكثر اتصالا بالحكيم الذي في داخلك، كي تلامس الحقيقة التي ترجوها وتبحث عنها.

الشعور ببعض المشاعر المزعجة لا يعني أنني أواجه عدو لي، أو أن فيروساً دخيل يكاد يفتك بي، ولكن يعني أن هناك ولادة لنسخة أفضل، وما هذه المشاعر إلا آلام المخاض التي تسبق هذه الولادة.

المشاعر في حد ذاتها ليست سيئة، مهما كانت، حتى لو كانت مزعجة ومؤلمة، فهي جيدة في هذه اللحظة – هنا والآن – وظهورها إنما هو إشارة لوجود طفل مجروح في الداخل يحتاج إلى تشافي وتكامل؛ لذلك أرى أن تقسيم المشاعر على قسمين؛ سلبي وإيجابي؛ فكرة محبطة في حد ذاتها، تجعلك بطريقة لا واعية ترفض مشاعرك المزعجة والمؤلمة، لأنها لبست صفة السلبية.


لذلك أرى أن المشاعر مهما كانت نعمة وهبة جميلة من الله تعالى، لأنها وسيلة قوية جداً من وسائل التطور والارتقاء في الحياة، فهي أشبه ما تكون بسحابة كبيرة حجبت ضوء الشمس ثم تلاه رعد وبرق، ونزل المطر كي يظهر النور من جديد، وتتفتح الأزهار وتنضج الثمار وتزقزق العصافير.

للأسف؛ أغلب الناس تعتبر المشاعر المؤلمة – السلبية – شيء مزعج للغاية، ويحاولون الهروب منها، أو تجنبها، أو كبتها، أو قمعها، مما يؤدي إلى ظهور أمراض جسدية ونفسية، وتعثر في العلاقات، وغربة عن الذات الحقيقية، وغياب الالهام والإبداع.

ارتباط اليأس بـ الإيجو

وهنا يظهر الإيجو (الذات المزيفة) فتجعلهم ينخرطون في ممارسات سلوكية لا تنتهي، كـ إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، والإفراط في تناول الطعام، والتسوق والعلاقات وصولاً إلى إدمان الخمور والمخدرات والجنس، وكل هذه الممارسات تنافي الفطرة السليمة.

أعراض اليأس الهادئ

هؤلاء الناس يعانون من حالة تسمى (اليأس الهادئ)، فهم يعيشون القلق والإحباط، ويتماشون مع حياة مملة لا تشبههم؛ خوفا من مواجهة مشاعرهم وظنا منهم أنهم يتجنبون ألم يصعب احتماله، بينما في الحقيقة، هم يفوتون على أنفسهم فرصة حقيقية للشعور بالسعادة والفرح، ولا يدركون المعنى الحقيقي للحياة.


علاج اليأس الهادئ

قلة هم أولئك الذي، يختارون الوقوف أمام أنفسهم بكل صدق ووضوح، ويواجهون مشاعرهم، ويتقبلون هذه المشاعر، ويحتضنونها ويعيشونها دون الانغماس فيها، ليكونوا مسؤولين حقيقيين عن تجربتهم الأرضية، ويستطيعون استنتاج العبر والدروس والرسائل التي تنبع من الحكيم الداخلي (الذات الحقيقية) ويتخذون إجراءات عملية وخطوات حكيمة ، لتخطي الموقف والخروج منه بأسهل طريقة وأفضل احتمال.

ما هو شعورك الآن؟

اسأل نفسك هذا السؤال، وكرره مراراً وتكراراً، وفي كل مرة ستصل إلى طبقة أعمق مشاعرك، وستدرب نفسك على مراقبة مشاعرك، بالتالي، تصبح متمكناً من إدارتها بشكل صحيح، فتكن أنت القائد لها بدلاً من أن تقودك، وحينها، ستحدث الفرق في جودة حياتك. 

النهضة نيوز