من الممكن أن تعالج نفسك باستخدام التفكير الإيجابي، ولكن تأثير الدواء الوهمي أكبر من تأثير التفكير الإيجابي.
الدواء الوهمي
يمكن أن يكون عقلك أداة علاج قوية عندما تتاح له الفرصة، ففكرة أن عقلك يمكنه إقناع جسمك بعلاج مزيف هو الشيء الحقيقي، وهو ما يسمى بتأثير الدواء الوهمي، وبالتالي تحفيز عملية الشفاء كانت موجودة منذ آلاف السنين، ووجد العلم الآن أنه في ظل الظروف المناسبة، يمكن أن يكون العلاج الوهمي بنفس فعالية العلاجات التقليدية.
يقول الباحثون من جامعة هارفارد: "إن تأثير الدواء الوهمي هو أكثر من مجرد التفكير الإيجابي، أي الاعتقاد بأن العلاج أو العملية ستنجح، يتعلق الأمر بإنشاء اتصال أقوى بين الدماغ والجسم وكيفية عملهما معاً".
فوائد الدواء الوهمي
لن تخفض الأدوية الوهمية الكوليسترول أو تقلص الورم، وبدلاً من ذلك، تعمل الأدوية الوهمية على علاج الأعراض التي تصل إلى الدماغ، مثل إدراك الألم، ويقول الباحثون: "قد تجعلك الأدوية الوهمية تشعر بتحسن، لكنها لن تعالجك، لقد ثبت أنها أكثر فاعلية في حالات محددة مثل إدارة الألم، والأرق المرتبط بالتوتر، والآثار الجانبية لعلاج السرطان مثل التعب والغثيان".
تأثير الدواء الوهمي
هل تأثير الدواء الوهمي يعني الفشل أم النجاح؟ لسنوات عديدة، كان تأثير الدواء الوهمي يعتبر علامة على الفشل، حيث يستخدم الدواء الوهمي في التجارب السريرية لاختبار فعالية العلاجات وغالباً ما يستخدم في دراسات الأدوية، على سبيل المثال، يحصل الأشخاص في مجموعة واحدة على العقار الفعلي، بينما يتلقى الآخرون دواءً غير فعال أو دواءً وهمياً، لا يعرف المشاركون في التجربة السريرية ما إذا كانوا يتلقون العلاج الحقيقي أم الدواء الوهمي، وبهذه الطريقة، يمكن للباحثين قياس ما إذا كان الدواء يعمل من خلال مقارنة كيفية تفاعل المجموعتين معه، إذا كان كلاهما لديه نفس رد الفعل، سواء كان التحسن أم لا، يعتبر الدواء غير فعال.
ومع ذلك، فقد خلص الخبراء مؤخراً إلى أن التفاعل مع الدواء الوهمي ليس دليلاً على أن علاجاً معيناً ليس فعالاً، بل دليلًا على وجود آلية أخرى غير دوائية.
آلية عمل الدواء الوهمي
لا تزال كيفية عمل الدواء الوهمي غير مفهومة تماماً، ولكنها تتضمن تفاعلاً عصبياً حيوياً معقداً يتضمن كل شيء بدءاً من زيادة كمية النواقل العصبية التي تمنح الشعور بالسعادة، مثل الإندورفين والدوبامين، إلى زيادة النشاط في مناطق معينة من الدماغ مرتبطة بالحالات المزاجية وردود الفعل العاطفية والوعي الذاتي، وكل ذلك يمكن أن يكون له فوائد علاجية، ويؤكد الباحثون: "إن تأثير الدواء الوهمي هو وسيلة لدماغك لإخبار الجسم بما يحتاجه ليشعر بتحسن".
فعالية الدواء الوهمي
لكن الأدوية الوهمية لا تتعلق فقط بتفعيل القدرات العقلية، فهي تحتاج أيضاً إلى طقوس العلاج، حيث يضيف الباحثون: "عندما تنظر إلى هذه الدراسات التي تقارن الأدوية الفعلية بالأدوية الوهمية، هناك عوامل فاعلة أخرى مثل العامل البيئي وغيره، عليك أن تذهب إلى العيادة في أوقات معينة وأن يتم فحصك من قبل أطباء مختصين يرتدون معاطف بيضاء، وتتلقى جميع أنواع الحبوب الغريبة وتخضع لإجراءات غريبة، كل هذا يمكن أن يكون له تأثير عميق على كيفية إدراك الجسم للأعراض لأنك تشعر بأنك تحظى بالاهتمام والرعاية".
المصدر: جامعة هارفارد