رفضت السيدة منال دسوقي السير مع التيار وتمسكت بعباءة القارئة ، وأبت إلا الاستثمار في مجال الكتب الورقية، حباً للمطالعة ودعماً لأبناء جلدتها من القُراء على اختلاف فئاتهم العمرية، وانطلقت غير آبهة بالأزمة الاقتصادية والتعليقات السلبية، فكانت مبادرة Rent A Book.
" كنت موظفة لسنوات طوال، وعندما أردت الاستثمار اتجهت إلى الكتب الورقية، فأطلقت مبادرة Rent A Book، بهدف توفير الكتب لجميع الأشخاص الراغبين في المطالعة والإطلاع على كتب جديدة"، تقول السيدة منال دسوقي.
منال دسوقي مالكة مشروع Rent A Book
قررت السيدة منال دسوقي قبل أربع سنوات التمرد على الواقع الاقتصادي الصعب الذي انعكس بالسلب على سوق الكتاب في لبنان، فبحثت في سُبل توفير وتدوير الكتب دون الترَّبح المادي الكبير.
حيث قالت في حديثها الخاص مع النهضة نيوز: " لطالما ذهبت أنا وأبنائي إلى المكتبات بحثاً عن كتب مأجورة دون جدوى، فعملت على استثمار هذه الفكرة وأطلقت مبادرة Rent A Book، وكان رصيدي حينها عشر كتب فقط، وبدعمٍ من المقربين والأصدقاء استطعت إغناء رصيدي بمزيد من الكتب المستعملة".
وأوضحت دسوقي أن الموضوع لم يكن مثالياً بالمطلق وأنها واجهت ردود الأفعال السلبية، بالتحدي والسعي لإنجاز وتطوير مشروعها، حيث أضافت: " بالطبع كان هناك ردود فعل سلبية حول المبادرة، خاصة وسط الفكرة السائدة حول اضمحلال وشبه اندثار فئة القراء".
وأكدت على كثرة عدد القراء في لبنان، قائلة: " القراء موجودون من كافة الفئات العمرية، وشريحة واسعة منهم يطالعون ويهتمون بإبداء آرائهم حول الكتاب الذي يقرأون حتى أن من بينهم أطفال ومراهقين".
وحول ثروتها الورقية الحالية، أشارت إلى أنها بلغت 350 كتاب منوع بين "فلسفة، تنمية بشرية وروايات"، وأن عدد زبائنها من القراء وصل إلى 300.
وعن كيفية انتشار مبادرة Rent A Book والتسهيلات التي توفرها هذه المبادرة للقارئ، أوضحت أن السوشيال ميديا لعبت دوراً في الأمر إلى جانب إخطار القراء بعضهم البعض بإمكانية توفر كتب متنوعة بأسعار مدروسة دون الحاجة إلى ابتياع الكتب.
وأردفت: " رفعنا عن القارئ إلزامية شراء الكتاب مقابل استئجاره بسعر رمزي لفترة زمنية محددة بعدد الأيام، تتجاوز في بعض الأحيان الـ 30 يوماً، وذلك مع تقدير ظروف القارئ حال تأخر في إرجاع الكتاب وعدم التدقيق على بعض التفاصيل الأخرى".
وأوضحت مؤسسة مبادرة Rent A Book أن هذه التسهيلات تهدف إلى تشجيع القراء وتسهيل وصولهم إلى الكتب التي يرغبون في مطالعتها دون تأطيرهم في فئة معينة من الكتب.
وأشارت السيدة منال دسوقي إلى أن هذه المبادرة لاقت رواجاً كبيراً في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار الكتب، وذلك على الرغم من وجود مشكلة التوصيل إلى خارج مدينة بيروت، مبررة أن الموضوع وفّر للقارئ الإطلاع على أكثر من كتاب بسعر واحد جديد.
وشددت على ضرورة دعم هذه المبادرة تشجيعاً لكل الأشخاص المحبين للمطالعة والراغبين في إغناء معارفهم بعيداً عن الزحف الإلكتروني وتشعُّب السوشيال ميديا.
النهضة نيوز