مستويات تلوث الهواء الآمنة تزيد من خطر المشاكل الصحية وتؤثر على نمو الدماغ

ملوثات الهواء الآمنة تؤثر على نمو الدماغ لدى الأطفال

أظهر بحث من كلية "كيك" للطب في جامعة جنوب كاليفورنيا، أنه حتى مستويات بعض الملوثات التي تعتبر آمنة من قبل وكالة حماية البيئة، مرتبطة بالتغيرات في وظائف المخ بمرور الوقت، واستخدمت الدراسة، التي نُشرت مؤخراً في مجلة البيئة الدولية، بيانات مسح الدماغ لأكثر من 9000 مشارك في دراسة التنمية المعرفية للمراهقين ABCD، وهي أكبر دراسة على مستوى الولايات المتحدة حول صحة دماغ الشباب.

وأكد "ديفين إل كوتر" طالب الدكتوراه في علم الأعصاب في مدرسة كيك للطب والمؤلف الأول للدراسة، أن "الأطفال الذين تعرضوا لمزيد من الملوثات لديهم تغيرات في الاتصال بين مناطق الدماغ المختلفة، وفي بعض المناطق، كان لديهم اتصالات أكثر من المعتاد، وفي مناطق أخرى، كان لديهم عدد أقل".

وقالت الدكتورة "ميغان هيرتينغ" الأستاذ المشارك في علوم السكان والصحة العامة في كلية الطب وكبيرة مؤلفي الدراسة: "يساعدنا التواصل بين مناطق الدماغ على التنقل افتراضياً في كل لحظة من لحظات يومنا، من الطريقة التي نأخذ بها المعلومات حول محيطنا إلى كيف نفكر ونشعر، وتتطور العديد من هذه الروابط الحاسمة بين سن 9 و 12 عاماً ويمكن أن تؤثر على ما إذا كان الأطفال يعانون من تطور معرفي وعاطفي طبيعي أو غير طبيعي".

الرابط بين تلوث الهواء ونمو الدماغ

ولاستكشاف الرابط بين تلوث الهواء وتطور الدماغ، قامت هيرتينغ وكوتر وزملاؤهما بتحليل فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي من 9497 مشاركاً في دراسة ABCD، وتم جمع فحوصات الدماغ الأساسية من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 10 سنوات، وتم جمع مجموعة فرعية من الأطفال بعد ذلك بعامين، مما سمح للباحثين بمراقبة كيفية تغير اتصال الدماغ بمرور الوقت.

وعلى وجه الخصوص، قاموا بتحليل شبكات الدماغ البارزة والجبهة الجدارية والوضع الافتراضي، بالإضافة إلى اللوزة الدماغية والحصين، وهي مناطق رئيسية في الدماغ معروفة بأنها متورطة في العاطفة والتعلم والذاكرة والوظائف المعقدة الأخرى.

تلوث الهواء يؤدي إلى تغييرات في اتصالات الدماغ

بعد ذلك، استخدم الباحثون بيانات وكالة حماية البيئة EPA وغيرها من البيانات لرسم خريطة لجودة الهواء في منزل كل طفل، بما في ذلك مستويات الجسيمات الدقيقة PM2.5 وثاني أكسيد النيتروجين NO2 والأوزون على مستوى الأرض O3، ثم استخدموا أدوات إحصائية متقدمة للتحقيق في كيفية ارتباط مستويات تلوث الهواء بالتغيرات في اتصال الدماغ بمرور الوقت، وبمعنى آخر: هل تتطور أدمغة الشباب بشكل مختلف عندما يتعرضون لمزيد من التلوث؟

ارتبط التعرض الأكبر لـ PM2.5 بالزيادات النسبية في التوصيل الوظيفي بين المناطق، في حين أن المزيد من التعرض لـ NO2 يسبب الانخفاض في الترابط، وكان التعرض لمستويات أعلى من O3 مرتبطاً بوصلات أكبر داخل قشرة الدماغ، ولكنه سبب قلة الروابط بين القشرة الدماغية والمناطق الأخرى، مثل اللوزة والحصين.