الساعات الذكية أداة فحص جديدة لتشخيص الإصابة بمرض باركنسون قبل ظهور الأعراض بسنوات

الساعات الذكية ترصد الإصابة بمرض باركنسون قبل سبع سنوات من ظهور الأعراض الساعات الذكية ترصد الإصابة بمرض باركنسون قبل سبع سنوات من ظهور الأعراض

توصلت دراسة إلى أن الساعات الذكية يمكن أن تساعد في اكتشاف "مرض باركنسون" المعروف أيضاً بـ" الشلل الرعاش" لمدة تصل إلى سبع سنوات قبل ظهور الأعراض الرئيسية، بحيث يمكن إجراء التشخيص السريري فوراً، وقام الباحثون بتحليل البيانات التي جمعتها الأجهزة على مدى سبعة أيام، وقاسوا مدى سرعة تحرك الأشخاص.

استخدام الساعات الذكية كوسيلة لتشخيص مرض باركنسون

وجد الباحثون أن بإمكانهم استخدام الذكاء الاصطناعي "AI" للتنبؤ بدقة بمن سيصاب لاحقاً بمرض باركنسون، ووفقاً للخبراء، يمكن استخدام هذه الساعات كأداة فحص جديدة لمرض باركنسون، مما يتيح اكتشاف الاضطراب في مرحلة مبكرة جداً عما تسمح به الطرق الحالية.

وقالت الدكتورة سينثيا ساندور، مؤلفة الدراسة، والباحثة في معهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة بجامعة كارديف: "بهذه النتائج يمكننا تطوير أداة فحص قيّمة للمساعدة في الكشف المبكر عن مرض باركنسون، وهذا له آثار على البحث وتحسين التجارب السريرية، والممارسة السريرية، وذلك بالسماح للمرضى بالوصول إلى العلاجات في مرحلة مبكرة، في المستقبل عندما تصبح هذه العلاجات متاحة".

الساعات الذكية ترصد أعراض مرض باركنسون قبل سنوات

وقالت الدكتورة كاثرين بيل، كبيرة المحاضرين في معهد العلوم العصبية والصحة العقلية في جامعة كارديف: "بالنسبة لمعظم الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، بحلول الوقت الذي يبدأون فيه بالشعور بالأعراض، يكون العديد من خلايا الدماغ المصابة قد تأثرت بالفعل وماتت، وهذا يعني أن تشخيص الحالة مبكراً يمثل تحدياً كبيراً".

وتابعت: "فعلى الرغم من أن النتائج التي توصلنا إليها هنا لا تهدف إلى استبدال طرق التشخيص الحالية، إلا أن بيانات المراقبة الذكية يمكن أن توفر أداة فحص مفيدة للمساعدة في الكشف المبكر عن المرض، وهذا يعني أنه مع بداية ظهور علاجات جديدة، نأمل أن يتمكن الناس من الوصول إلى العلاج قبل أن يتسبب المرض في أضرار جسيمة للدماغ".

أعراض مرض باركنسون

يؤثر مرض باركنسون على خلايا في الدماغ تسمى الخلايا العصبية الدوبامينية، وتقع في منطقة من الدماغ تعرف باسم المادة السوداء"، وهي منطقة داخل المخ تحتوي على عدد ضخم من الخلايا العصبية التي تفرز مادة تسمى "الدوبامين"، مما يسبب أعراض حركية مثل الرعشة والتصلب وبطء الحركة.

ويقول الباحثون أنه بحلول الوقت الذي تبدأ فيه هذه الأعراض المميزة للحالة بالظهور، ويمكن إجراء تشخيص سريري، سيكون أكثر من نصف الخلايا في المادة السوداء قد ماتت بالفعل، في حين يمكن أن تسمح طريقة رخيصة وموثوقة ويمكن الوصول إليها بسهولة لاكتشاف التغييرات المبكرة بإجراء تدخلات قبل أن يتسبب المرض في تلف واسع النطاق للدماغ.

الذكاء الاصطناعي يُشخص أعراض مرض باركنسون قبل سنوات من الإصابة بالشلل الرعاش

الذكاء الاصطناعي يُشخص أعراض مرض باركنسون قبل سنوات من الإصابة بالشلل الرعاش

في الدراسة الجديدة، حلل الباحثون البيانات التي تم جمعها من 103712 شخصاً في سجل بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة الذين ارتدوا ساعة ذكية من الدرجة الطبية لمدة سبعة أيام بين عامي 2013- 2016، وقامت الأجهزة بقياس متوسط التسارع، أي سرعة الحركة، بشكل مستمر على مدار الأسبوع.

قارن العلماء البيانات من مجموعة من الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالفعل بمرض باركنسون، بمجموعة أخرى تلقت تشخيصاً لمدة تصل إلى سبع سنوات بعد جمع بيانات الساعة الذكية، ولا يقتصر الأمر على تمييز الأشخاص الذين واصلوا تطوير داء باركنسون عن الأشخاص الأصحاء في الدراسة.

ولكن قام الباحثون بعد ذلك بتوسيع هذا لإظهار أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الأفراد الذين سيصابون لاحقاً بمرض باركنسون، كما كان النموذج أيضاً قادراً على التنبؤ بوقت التشخيص وظهور الأعراض.

المصدر: مجلة الطبيعة